تضحية الفرد بنفسه من أجل العائلة؛ فِعل بطولي أم خطأ فادح؟ مسلسل زمن العار.


التعليقات

ونعم أعتقد أنها معضلة، لأني لا أرى أن تضحية بثينة لوالدها واجب ولا يندرج تحت بند بر الوالدين ولا يسمى حتى عملًا بطوليًا

لا أتفق مع حضرتك في هذه العبارة رغم ما فيها من صواب، أنا لم ولن أتفق بالمرّة ما قدّمته الشخصية التي مثّلها خالد تاجا في هذا المسلسل، حيث كان قبل كل شرّه ومعاملته السيئة قاتلاً حقيقياً لأمّها ولكن لا أستطيع نهائياً أن لا أطوّر سؤال هنا أعتقده أنّهُ مهم في معرض حديثنا عن الآباء والعلاقة بين الأبناء وبينهم، والسؤال هنا هو: هل يجب أن يبني الأبناء علاقاتهم مع آبائهم بناءً على علاقة آبائهم معهم؟ أي هل هي علاقة مقايضة حقيقية تكون بين الاب والابن، حيث أنّك قدّمت رعايةً لي فسأقدّم رعاية لك بالمقابل؟

أجيب على هذا السؤال المُتخيّل: لا أعتقد أنّ الأمر يجب أن يكون على هذه الشاكلة، رغم أنّهُ وفي حال تمّ كذلك لا أعتقد أنّ هذا قد يكون ظلماً حقيقياً في حق شخصية الأب التي في المسلسل، ولكن هي ظلم أو شطط عن روح الأخلاق الحقيقية التي يجب أن يتمتع بها كل ولد أو شاب يُدرك معنى أخلاق، أي يجب على الأبناء أن يجدوا نقاط ارتكاز غير مسألة العلاقة المباشرة والمعاملة ليقدّموا الخير لآبائهم العاقّين، ربما تساعدنا الأية الكريمة التالي في إمدادنا بركيزة ثابتة من النوع الذي أتكلّم عنه: "وقُلْ ربِّي ارحَمْهما كَمَا ربَّيانِي صَغيرًا".

وهل تعتقدون أن التضحية يجب أن يكون لها سبب "عائلة، صديق، ..إلخ"؟ أم نمارسها بشكل تلقائي إتجاه من يحتاج المساعدة؟

التضحية درجات تختلف حسب الشخص ومدى القرب منه. فنجد تضحيتنا من أجل صديق تختلف عن تضحيتنا من أجل الوالدين وتختلف تماما عن تضحيتنا من أجل الإنسانية بشكل عام.

ونعم أعتقد أنها معضلة، لأني لا أرى أن تضحية بثينة لوالدها واجب ولا يندرج تحت بند بر الوالدين ولا يسمى حتى عملًا بطوليًا.

وأختلف معك هنا ولا أرى أن التضحية يمكن أن تندرج تحت عمل بطولي أن لا. لان الإنسان متى ما قرر أن يضحي من أجل والديه لا يهم كيف وبأي طريقة ولماذا وماذا سيحدث فلو قمنا بحساب ما سيحدث وما سيعود علينا من مصائب ووو فهذا لن يكون تضحية خالصة. التضحية قرار لا حساب خلفي لها ومتى قررتها لا تقيم ماذا سيحدث لأنك حتماً ستتراجع عنها.

يختلف الأمر إذا كان والديك. هل ستتركهم في وضع صعب حتى لو سببوا لك الأذى؟

لتجد نفسها في مواجهة العائلة والمجتمع وقيمه الذين يُجرّمون ما فعلت

كان من الممكن أن تضحي العائلة هنا أيضًا بالوقوف إلى جانب بثينة ضد المجتمع ولكنهم لم يفعلوا؛ وذلك لأن التضحية هنا ستكون مقابل خطأ مُرتكب بواسطة البنت، في حين أن تضحية بثينة لأجل عائلتها كانت دون وجود خطأ ارتكبته العائلة، بل ما دفعها إلى ذلك كان مرض أبيها وأمها؛ وبالتالي المقارنة هنا ليست عادلة.

من وجهة نظري أن التضحية لأجل الوالدين مطلوبة، فهما قد ضحّا من قبل ولكن في سياق ضمني؛ فمنذ اللحظة التي يولد فيها الطفل يقتطع الأب والأم جزءًا كبيرًا من حياتهما -إن لم تكن حياتهما كاملة- لأجل الطفل. نعم بالتأكيد هذا حق الطفل على والديه، ولكنا مطالبون أيضًا بحفظ الجميل ورده والتفكير بالمنطق الذي يقول إننا استثمار أهلنا في الحياة. هذه سُنة الحياة، يستثمر الوالدان في الابن ليكون لهما سندًا في المستقبل عند كبرهما. أي تشكيك في هذه القاعدة قد يكون إخلالًا بالفطرة.

فماذا يمكننا أن نسميه إذن؟ وهل تعتقدون أن التضحية يجب أن يكون لها سبب "عائلة، صديق، ..إلخ"؟ أم نمارسها بشكل تلقائي إتجاه من يحتاج المساعدة

يمكننا تسميتها: التزام أخلاقي، فلا علاقة لها بالمشاعر ولا بالعقل؛ ولكنها مجرد التزام تفرضه الأخلاق التي علينا اتباعها دون تفكير.

هناك فرق بين المساعدة والتضحية، فالتضحية برأيي اضطراب نفسي يلجأ خلاله الشخص لظلم نفسه والتضحية بها من أجل الآخرين ربما تكون لأهداف نبيلة كالمصلحة العليا للعائلة، أو للوطن ولكن في الغالب هي أسلوب لشراء ولاء الآخرين أو الحصول على ألقاب ترضي نقص المضحي.

بالنسبة لي لا أهتم بأن أحصل على هذا اللقب ولا أفضل تقديم التضحيات، فيكفيني أن أقوم بواجباتي تجاه الآخرين وأقدم المساعدة المعقولة لمن يحتاجها. بالنهاية هناك استحقاق دنيوي سيناله كل منا. لا يمكنني أن أغير قدر أحد ولا حياة أحد.

التضحية تحتاج إلى تقدير من الطرف المضحى له ..

و إذا اخترنا نحن التضحية من تلقاء أنفسنا فنحن من نتحمّل النتيجة بسبب رغبتنا في أن نكون أبطالا


مسلسلات

مجتمع لمناقشة المسلسلات العربية والأجنبية. تبادل الأفكار حول أحدث الحلقات، شارك آراءك، واستمتع بنقاشات حول القصص والشخصيات.

64 ألف متابع