الحياة عادةً في منطقنا كيف تُكمّل؟ كيف نشعر بامتلائها فعلاً؟ بحسب خبرتي وتجربتي الشخصية حتى الأن ومما قرأت وأعرف، يبدو أنّها لا تُكمّل إلا بأمرين:

  • المال والسلطة
  • الحُب والعائلة

عادةً ما نسعى إلى أن نحتاز على واحد مما سبق، فمنّا من يفني عمره في محاولة تحصيل جزء من ثروة وقوة يتميّز بها فعلاً بالحياة ومنّا من يجعل محيطه ومن يعرف ومن يحب هو ما يميّزه فعلاً، ليأتي الشرخ هُنا، الفجوة التي يعاني منها الجميع تقريباً، كلاهما يحتاج الآخر ليُكمل نقصاً ما في حياته! هذان العنصران اللذان يظهران كعاملين ضاغطين على مسيرة هذه الحياة، فيبدو المرء محاصراً بين القيم الأخلاقية من جهة وقسوة متطلبات الحياة من جهة اخرى.

ليس غريباً أن أتحدّث عن ثنائية الحب والمال، التي استعرضت بشكل أكثر من رائع في مسلسل تشيللو الذي كان من بطولة تيم حسن ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال، أذكر المسلسل الأن لإنهُ استعرض هذا التضادّ ببراعة عبر مراهنة أكثر من حساسة بين ما يمكن أن يصنعه المال وكيف يمكن أن يقاومه الحب، ولكن ما أحاول أن أصل إليه فعلاً، في أنّ هذا الاستعراض وكل الاعمال الدرامية والمواقف الحياتية الحقيقية التي تشكّل حلبة حقيقية لمسرح يدور به صراع بين المال والحب لا بد أن ينهزم أخيراً الحب، ويسقط صريعاً كما نرى يومياً في كل لحظة من لحظات حياتنا. وهنا لا أقول بأني راضي عن هذه النتيجة، إنما أعتبرها النتيجة الطبيعية والعادلة للتصارع، فهل قلنا مرّةً نحن حين يسقط ولد مثلاً من مكان مرتفع ويتضرر بأنّ الجاذبية مذنبة؟ بالتأكيد لا، القوانين الطبيعية بالحياة لا تذنب، لا يمكن لومها.

وكذلك هذا الأمر، صراع المال والحب لعبة خاسرة محسومة النتائج، القانون الطبيعي يقول في الحياة بحسب داروين مثلاً (عالم الأحياء الشهير): البقاء للأصلح. هذا قانون طبيعي، ولا يوجد أصلح لا في الزمن الماضي ولا الحالي من الثريّ والثراء، هذا منطق الأرض (وهنا كلامي بعيداً عن أي تعاليم فلسفية أو دينية). هو محض كلام منبته وأساسه: دراما الحياة الواقعية، الواقع المعيشي. 

وأنت؟ هل تعتقد أن الحُب يمكنه أن يقطع أشواطاً أبعد من تصوّراتي؟ هل ما زلت تُعوّل فعلاً على الحُب؟