كنت أتعجب من دول كثيرة تأخذ أفكار المسلسلات من كوريا الجنوبية حتى اليابان أخذت منها فكرة مسلسل على غير عادتها، ولكن بعد مشاهدة مسلسل حبيبي هولو اكتشفت أن لا ضرر من طرح الفكرة بأكثر من طريقة أو مناقشتها من زوايا مختلفة طالما تستحق ذلك.

قصة المسلسل تدور حول امرأة بسيطة وقعت في يدها أحدث تقنية قامت بها شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تقنية هولوجرام تُظهر صورة وشخصية صاحب الشركة، ولكنها لا تعرف أنه ذكاء اصطناعي ولا تعرف أنه هولوجرام، وبعد معرفتها بالحقيقة، ورؤيتها للشخصية الأصلية (البطل) تنظر له باحتقار، وتحاربه من أجل حبيبها هولو.

منذ فترة كنا نتناقش حول ما إذا كنا سنتخلى عن جزء من عملنا للإنسان الآلي كمهمة التدقيق والتصحيح بعد كتابة النص، وحينها كانت أغلب الآراء معارضة لتلك الفكرة، ولكن قصة المسلسل تناقش مشكلة أكبر وهي أن البشر قد يجدون أنفسهم في مقارنة مع الذكاء الاصطناعي، ولكن المقارنة هذه المرة لا تتعلق بالإملاء أو القواعد النحوية وستصل لما هو أبعد من ذلك؛ فربما في الخمس سنوات القادمة نجد ظاهرة استبدال الزوج أو الزوجة بروبوت أو هولوجرام، لا تتعجبون لأن ما يحدث الآن يؤكد أن كل شيء تنظرون إليه وكأنه خيال علمي قد أصبح بالفعل شيء طبيعي جدًا.

سمعت جملة رائعة تقول: المستقبل هنا بالفعل، وقتها قلت لنفسي لن أتعجب من أيّ شيء بعد الآن فكل شيء ممكن الحدوث؛ لهذا لم أشعر بشيء حينما عرضوا حفل لأم كلثوم بتقنية الهولوجرام وحينما ظهرت الروبوت صوفيا، ويمكن لهذا السبب أشعر أن موضوع المسلسل ليس ترفيهي أبدًا ولا ضرب من ضروب الخيال، ولكنه يناقش قضية ستحدث حتمًا في المستقبل القريب.

منذ شهرين تقريبًا كنت في أحد المؤتمرات، ورأيت روبوت يتجول حولنا، ولكني مررت بجواره وكأنه شيء طبيعي كذلك كل البشر في المؤتمر مروا بجواره وكأنه شيء مسلم به.

والآن ما رأيكم هل ستدخلون في علاقة عاطفية مع هولوجرام أو روبوت؟ ولو تركك من تحب من أجل هولوجرام أو روبوت ماذا ستفعل حينها؟