لفت أنظار الكثيرين خلال الموسم الرمضاني، وعكس جانب من العلاقة الحالية بين الآباء والأبناء، إنه مسلسل "مين قال" الذي عُرض علي قنوات mbc في شهر رمضان، بطولة جمال سليمان، نادين، أحمد داش، ومجموعة من الوجوه الشابه، من تأليف مريم نعوم، وإخراج نادين خان.

وتدور أحداث المسلسل حول عائلة صغيرة نجح ابنها في الثانوية العامة بمجموع يؤهله للإلتحاق بكلية الهندسة، حُلم والده، في حين يريد الابن أن يتبع شغفه في دراسة التجارة، باعتبارها دراسة تساعده على تحقيق احلامه بأن يصبح رجل أعمال.

ومن ثم يظهر الخلاف بين الأب وابنه حول مستقبل شريف "داش"، ولأن شريف كان ضعيف الشخصية ناحية والده فيقرر أن يؤجل دراسته لمدة عام حتى يتسنى له الإهتمام بمشروعه الخاص بإعادة تدوير الورق، ولكن بدون علم أبيه.

وهنا تظهر الفجوة في التفكير بين جيل الآباء وجيل الأبناء، فلازال الآباء يروْن أن الدراسات الخاصة بالطب والهندسة وغيرها من المجالات التقليدية هي المستقبل، في حين نجد أن العصر الحالي، ومع تطور الشبكة المعلوماتية، وانتشار مفهوم العولمة بشكل مخيف، قد ظهرت الكثير من الوظائف التي تحقق الكثير من الربح وبمجهود أقل، مثل البلوجر والانفلونسر وغيرها من الوظائف الحديثة، وهو ما يشجع حلم الثراء السريع لدى الكثير من الشباب.

ويعد هذا المسلسل، من وجهة نظري، هو نقلة نوعية توضح الوضع الحالي الذي وصل إليه الشباب، باهتماماتهم وأحلامهم، حيث ذكّرني بفيلم أوقات فراغ الذي عرض في السينمات عام 2006، وكان أيضا يُلقي الضوء على المشاكل التي تواجه الشباب في هذا العقد من الزمن.

وعليه فمن وجهة نظري أنه يجب على الآباء في ظل الانفتاح الكبير على العالم أن يتركوا الفرصة للأبناء بإثبات أنفسهم، بالشكل الذي يتفق مع شخصياتهم، ومع متطلبات حياتهم، ويجب علينا كآباء تشجيعهم واحتوائهم وعدم الإستخفاف بأفكارهم أو مشاعرهم أو أعمارهم.

فهل توافقوني بهذا الرأي؟ ومن وجهة نظركم كيف يمكن للآباء أن يتعاملوا أحلام ابنائهم؟

شاركونا بتجاربكم إن وجدت.