يعرض حاليا على منصة شاهد مسلسل "منورة بأهلها" المسلسل الأول للمخرج السينمائي المصري يسري نصر الله. جاء اسم المسلسل من الفيلم التسجيلي القصير "القاهرة منورة بأهلها" للمخرج القدير يوسف شاهين في إشارة لكون يسري نصر الله تلميذ شاهين ومساعد مخرج أسبق له. المسلسل من كتابة محمد أمين راضي كاتب مسلسلات مصرية مهمة مثل السبع وصايا. 

المسلسل يعتمد على البناء الدرامي اللاخطي فالمسلسل يدور في الفترة بين ١٩٩٤ و٢٠١٠ ولذلك تتكون كل حلقة من أحداث دارت في التسعينيات ثم أحداث آخرى دارت في ٢٠٠٦ وأحداث دارت في ٢٠١٠. (بعد مشاهدتي للمسلسل كاملا لم أفهم بالضبط لماذا اختار الكاتب تلك الفترة الزمنية بالتحديد)

المسلسل أقرب لمسلسلات الجريمة والعصابات الأمريكية التي تحوى لمسات من الخيال العلمي مثل Twin Peaks الذي تدور أحداثه في التسعينيات أيضا. المسلسل يبدأ بجريمة قتل لرجل قتل مرتين في نفس الليلة، مرة بالسم ومرة بالاعتداء عليه حتى نزف للموت. بداية مشوقة، أليس كذلك؟ ليست فقط البداية، لكن أيضا طريقة حكي الأحداث مشوقة، فالمسلسل يعتمد على عدد من الشخصيات التي تعترف لوكيل النيابة أدم (أحمد السعدني) وتحكي له حكايتها مع العصابة المكونة من شخصيات ليلى علوي، باسم سمرة، محمد حاتم وعباس أبو الحسن. نشاط العصابة يختلف من حكاية إلى آخرى، لكن العنصر الرئيسي الذي لا يتغير هو مدى الأذي الذي تسببه العصابة لعدد كبير من البشر بنشاطاتهم الإجرامية. 

واجهت خلال مشاهدتي للمسلسل مشكلة كبيرة: لماذا أشاهد مسلسل أغلب أبطاله أشرار دون أي ذرة خير أو نبل؟ أظن ان رغبتي في أن أتعاطف أو أحب أي شخصية من شخصيات العصابة كان من أسباب متابعتي للمسلسل حتى النهاية. من الأسئلة التي راودتني أيضا هى لماذا كتب الكاتب هذا المسلسل ولماذا أشاهده بهذا القدر من الاستمتاع أنا والعديد من الأشخاص مثلي؟

من أسباب استمتاعي بالمسلسل كان عنصر التشويق الذي يشبه التشويق الموجود بأفلام المخرج الأمريكي الشهير دايفيد فينشر. في الحلقات الأولى نشاهد اعترافات الراهبة ماري والتي قامت بدورها بجدارة ناهد السباعي، ثم ننتقل لحكاية الممثلة عالية فوزي والتي قامت بدورها غادة عادل ثم لحكاية أيمن والذي قام بدوره الممثل الشاب عمر رزيق. 

العنصر الثاني هو الأداء الرائع للممثلين جميعا من أصغرهم لأكبرهم. العنصر الثالث هو المفاجأت الموجودة بالسيناريو مثل أن هناك عدد من الشخصيات لديهم قدرات خارقة.

لكن يبقى بخاطري نفس السؤال: لماذا أصبح من العادي أن نشاهد مسلسلات أغلب شخصياتها غير محبوبة وشريرة؟ ماذا يقصد كاتبو السيناريو بكتابة سيناريوهات مليئة بالشر الصرف والأذى والإجرام وأغلب شخصياته فقط يقومون بإيذاء بعض أغلب المسلسل؟ ما رأيكم في هذا الموضوع؟