لقد شاركت معكم مسبقا أجزاء مختلفة من مسلسل إلا أنا، فهو مسلسل اجتماعي مقتبس من الواقع، ويٌعرض في شكل أجزاء مقسمة كل جزء حكاية منفصلة في عشر حلقات، وحكاية اليوم هي حلم حياتي.

تتلخص الحكاية في قصة فتاة مصابة متلازمة اسبرجر،، ويتطرق الكاتب لتفاصيل حياتها بداية من البيئة التي نشأت بها، وكيف كان لاهتمام عائلتها بها ورعايتهم لها وتوفير البيئة الداعمة من حب واهتمام، مع المتابعة مع الطبيب المختص دورا رئيسيا في نجاح دمجها مع المجتمع وعيشها حياة طبيعية قدر الإمكان.

عندما نقابل شخصًا مصابًا بمتلازمة أسبرجر، سنلاحظ أمرين على الفور، وهما إنهم يتمتعون بالذكاء مثل الأشخاص الطبيعين، لكن لديهم مشاكل مع المهارات الاجتماعية والانخراط مع الغرباء.

كما أنهم يميلون إلى التركيز على موضوع واحد أو القيام بنفس السلوكيات مرارًا وتكرارًا. 

قديما اعتاد الأطباء التفكير في داء أسبرجر كحالة منفصلة، لكن في عام 2013، غُيرت طريقة تصنيف هذه المتلازمة في الكتاب الذي يستخدمه خبراء الصحة العقلية، والذي يُدعى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، فلم تعد متلازمة أسبرجر من الناحية الفنية تشخيصًا بمفردها لكن جزءً من فئة أوسع تسمى اضطراب طيف التوحد (ASD).

هذه الحالة يسميها  الأطباء نوعًا عالي الأداء من اضطراب طيف التوحد. هذا يعني أن الأعراض أقل حدة من الأنواع الأخرى من اضطرابات طيف التوحد. يتضمن DSM-5 أيضًا تشخيصًا جديدًا يسمى اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي، والذي له بعض الأعراض التي تتداخل مع متلازمة أسبرجر. يستخدمه الأطباء لوصف الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التحدث والكتابة، لكن لديهم ذكاء طبيعي.

ورغم أن المسلسل يعرض جانب إيجابي مهم، وهو وعي العائلة بمرض ابنتهم والتعامل معه بطريقة مثالية رغم ضعف الإمكانيات لديهم، فهو يعرض الجانب السلبي أيضا الذي يتلقاه مرضى التوحد بشكل عام عند دمجهم بالمجتمع، خاصةً بحالات اسبرجر كونهم أقرب للأشخاص الطبيعيين وقد يتساووا معا بالذكاء.

وهذا ما حدث مع بطلة المسلسل، تعرضت للتنمر من زميلاتها بالجامعة، كان غريبا عليهم تقبل أنها تحصل على نفس الفرص أو تتفوق عليهم بها، كاختيارها بطلة لأداء مسرحية بالجامعة، حب البطل لها، حتى أختها كانت تشعر بالغيرة من اهتمام والديها بها دون أن تدرك أن أختها بحاجة ماسة لذلك لكي تصبح شخصا طبيعيا. أترككم مع هذا المشهد بين البطلة المصابة بالمتلازمة وأختها

والآن برأيكم ألا يعد هذا الدمج ظلما واضحا لمصابي التوحد بشكل عام، سواء على مستوى التنمر الذي يتعرضون لها، أو الضغط النفسي نتيجة دمجهم مع شخصيات تفوقهم بالقدرات؟