مسلسل حياتي الرائعة: لماذا يجب علينا التصالح مع أنفسنا فيما يمكننا تغييره؟

الطريقة الأكثر فعالية للتغيير تعتمد بصفة كبيرة على الوعي بالمشكلة، والقدرة على تحديد الأهداف الواقعية، والعمل على تطوير القدرات الشخصية وتعزيز الصحة النفسية، و يمكن أن تشمل الخطوات الفعالة للتغيير تحسين نمط الحياة، وتطوير المهارات الاجتماعية، والتوجه نحو الأفكار الإيجابية، بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم النفسي والاجتماعي.

و يجب على الفرد أن يأخذ قراراته بحكمة ويكون على دراية بالنتائج المحتملة لأي تغيير يقرر القيام به، من الضروري أن يكون التغيير مدروسا ويأتي من قبل الشخص نفسه بناء على احتياجاته وأهدافه الشخصية، وباحترام القيم والمبادئ التي يؤمن بها.

أعتقد أن تغيير الملامح أو عمليات التجميل ترتبط بالقالب الثقافي أو البيئة التي نعيش فيها. هي في الغرب عادية جداً ويراها الكثيرون لا غضاضة فيها سواء كانوا رجالاً أو سيدات لأن المجتمع و الخلفية الدينية تبيح لهم ذلك. أما في مجتمعنا فمن الناس من يغير في ملامحه حتى يتم قبوله اجتماعياً ومنهم من يرى أن شكله جزء من شخصيته لا يصح ولا يجوز اللعب فيه ولا يجوز تغيير ما خلق الله طالما أنه ليس له ضرورة طبية أو صحية. وأعتقد أن التغيير في أغلبه يكون مضراً مثال ذلك نجد أنوف أخوتنا في السودان قصيرة و واسعة الأرنبات لماذا يا ترى؟ لأن البيئة عندهم بيئة جافة حارة ولذلك لا مشكلة من تدفق الهواء الساخن او الدافئ إلى الرئتين أما في الغرب فنجد أنوفهم طويلة وضيقة الأرنبات نظراَ لأن الأجواء عندهم باردة شتوية ففما يناسبهم أن تكون الأنوف هكذا حتى يدخل الهواء دافئاً ولا يؤذي الرئتين. فلو غير السوداني أو الأوربي من شكل أنفه الذي لا يحبه يكون قد أضر بنفسه من حيث لا يدري وتدخل فيما لا يعنيه!

لو بخصوص عمليات التجميل فمن اسمها وهدفها هي لمحاولة تعديل أشياء في جسد الإنسان لأنها تسبب له مشاكل أولها صحية وثانيها نفسيه أما دون ذلك فلا أفضلها، فمثلا نحن كشباب يجد بعضنا مشكلة في الصلع فيجرون عميلات لزرع الشعر فأنا لا أفضلها لأنني لا أرى أنها مشكلة كبيرة لدى الرجل. لذا فالتغير يكون فعال ومفيد في أمور مثل تصحيح أشياء مثل الشفة الأرنبية أو مشكلة في الأنف ربما بسبب عظامها غير مستوية وتؤثر على عملية التنفس أما عمليات الشد والتعديل في الجسد بلا سبب فلا أراها ذات فائدة وهي فقط محاولة لرضاء غرور الإنسان في سعية ليظهر بشكل أصغر.

بالنسبة لنقطة الشكل، سيكون رأيي لمن ليس لديهم تشوهات خلقية أو تشوهات ناتجة عن حوادث أو حرائق. في العموم أنا لا أعارض قيام أي شخص بعملية تجميل إذا كان ذلك مايريده ويجعله راضيًا عن نفسه، ولكن هنا النقطة المهمة، من حدد أن هذا جميلًا وهذا قبيحًا؟ أليس نحن أيضًا؟ فمثلًا إذا رآني شخصًا ما قبيحة واحتاج لعمليات تجميل، فبالتأكيد هناك أحدًا آخر سيجدني جميلة ولا أحتاج لأي شيء، هل هذا يعني أني خارقة الجمال؟ بالتأكيد لا ولكن الأمر نسبي فقط في وجهات النظر، ومن ناحية أخرى الشخصية تضفي بعدًا مختلفًا كليًا في الناحية الجمالية للشكل، ولكن ولأكون واقعية وصريحة، بعض الشخصيات لم تحصل على نعمة القبول الشكلي وأنا أتفهم ذلك، فإذا وصل الأمر لكونهم لا يستطيعوا بأي شكل قبول أنفسهم فلا مشكلة أبدًا في إجراء ما يناسبهم من عمليات التجميل، ولكن السؤال يبقى، من ليس لديهم القدرة على تحمل تلك التكاليف، أليس من الأفضل تقديم الدعم النفسي لهم لتقبل شكلهم وشخصياتهم بشكل واقعي؟

بالنسبة لسؤالك عن الصفات الشخصية، فنعم أنا أدعم فكرة التغيير المستمر ووعي كل شحص بعيوبه والعمل عليها قدر المستطاع، هذا بالتأكيد لا يمنع أن تقبل العيوب من الطرف الآخر وإظهار الدعم يساعد الشخص على تغيير عيوبه حتى لا يؤذي الطرف الآخر، ولكن المشكلة تكمن في قبول بعض الشخصيات لعيوبهم ليس هنا من فكرة التقبل للتغيير، بل التقبل كونها جيدة بل ولا يرونها كعيوب أصلًا.

أرى أن الأفضل هو تقبل ما وجدنا عليه فنحن لسنا مسؤولين عن أشكالنا إلا في حال وجود عاهة خلقية يمكن للإنسان حينها أن يزيلها أو يغيرها وما سوى ذلك فإن أي عملية تغيير على الشكل هي من باب ضعف الثقة بالنفس وعدم التصالح معها، أما السعي للأفضل فيجب أن يكون بالصفات والسلوك وليس بالشكل والمظهر.

في الواقع، لا توجد إجابة سهلة على هذا السؤال.

فمن المهم أن نُدرك أن لكل شخص الحق في تقرير ما هو أفضل له.

ولكن، هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند اتخاذ هذا القرار:

1. دافع التغيير:

• هل ينبع رغبتك في التغيير من ضغوط اجتماعية أو من مشاعر سلبية تجاه نفسك؟
• هل تسعى لتغيير مظهرك لإرضاء الآخرين أم لتحسين شعورك تجاه نفسك؟

2. تأثير التغيير على حياتك:

• هل سيؤدي التغيير إلى تحسين نوعية حياتك بشكل ملموس؟
• هل سيُساعدك على تحقيق أهدافك؟

3. التكلفة:

• ما هي التكلفة المالية والعاطفية للتغيير؟
• هل أنت مستعد لتحمل هذه التكلفة؟

4. البدائل:

• هل هناك بدائل للتغيير؟
• هل يمكنك تحسين حياتك دون تغيير مظهرك؟

في النهاية، القرار بيد صاحب المشكلة فلا أحد يعرف ما هو أفضل له سواه ، ولكن من المهم التأكد من أنه درس قراره و تفكر مليًا في جميع جوانب الموضوع قبل اتخاذ أي قرار

بالنسبة للجزء الأول مما عرضتيه فهو لا يخص الإنسان فليس له الحق في تغيير خلقته ولكنه له الحق في علاج تشوه أو إعاقة أو مرض، وإلا فكل الناس ستغير اشاكلها حسب رغبتها، أم بالنسبة للسعي للتغيير إلى فهذا هو هدف الحياة أن يسعى الإنسان لتحسين حاله ووضعه قدر ما يستطيع.