لاحظت في السنوات الأخيرة انتشار الكثير من المسلسلات والأفلام التي تعتمد على التركيز على فكرة وجود بطل أو مجموعة من أبطال العمل من ذوي الشخصيات شديدة التطرف في الشر؛ أو وجود بطل يكون في بداية القصة غاية في الطيبة، ثم مع تطوّر الأحداث وبسبب تعرّضه للأذى من باقي الشخصيات؛ تجده يتحول إلى شخصية شريرة بل شديدة الشر إلى درجة أنه يقتل ويؤذي بكل هوادة وبرودة دم..

ولا يقتصر الأمر فقط على الفن، بل وأيضًا نجد الكثير من برامج التوك شو تعتمد في شهرتها على مناقشة الشاذ من الأخبار والحوادث، بغرض تحقيق نِسَب مشاهدة عالية بأي طريقة ممكنة، فتجدهم يناقشوا قضية مثل خيانة أخت لأختها مع زوج الأخت.. وغيرها الكثير من الأمثلة..

فهل تتفقوا مع هذا النوع من المحتوى؟

في رأيي الشخصي؛ يجعلني هذا أتذكر حينما كنت أقرأ رسائل بريد الجمعة للأستاذ عبد الوهاب مطاوع وأنا صغيرة، حيث كان يتلقّى سَيْلًا من الرسائل التي تحتوي على مختلف أنواع المشكلات ليقدّم لها حلًا.. فكان ينتقي منها ما يَصلُح لِلنَشر، بحيث لا يؤذي فطرة القارئ ولا يدمّر المجتمع.. وبالتالي كانت الرسائل التي ينشرها هي رسائل من المشكلات التي تتكرر في الحياة اليومية، أو رسائل عن المعاناة البشرية المعتادة..

وكان عندما ينشر رسالة من هذا النوع المتطرّف تمامًا والغريب على طبع المجتمع وعاداته، تجده يعتذر بشدّة في بداية الرسالة عن نشر مثل هذه الأمور التي تؤذي الفِطَر السليمة، ويُبرّر نشرها لسبب وجيه وهام جدًا في نظره..

طبعًا مع مقارنة هذا السلوك مع سلوك الإعلاميين والفنانين والكتّاب هذه الأيام سنجد اختلافًا صارخًا، بين من يعتذر لنشر مثل هذه الأمور، ومن يبحث عنها ويسعى لنشرها ليحقق نِسَب مشاهدة عالية بأي شكل من الأشكال..

فما رأيكم في هذه النقطة؟ هل يَقع اللوم على الفنانين والكتّاب لنشرهم مثل هذه الظواهر؟

أم أن لهم الحق في ذلك باعتبارها نماذج موجودة بالمجتمع حتى ولو كانت نماذج قليلة؟