بحياد وموضوعية: ما رأيك في المبادرات / المواقع العلميـة العربيـة ؟

هذه المبادرات من أفضل ما حصل للانترنت العربي منذ بداية النهاية بالنسبة للمنتديات، تابعت اغلبها بشغف منذ بدايتها، وكنت ربما من ال100 الف الاوائل المعجبين في اغلب الصفحات، ولكن في الفترة السابقة اصبحت ابتعد عنها لعدة اسباب، هذه بعضها "او جميعها"

• بامكاني القول ان اغلبها له "اجندة" او تنحاز على الاقل ولو بشكل طفيف الى منبع عقائدي معين، ليس ان هذا امر سلبي بالمطلق ولكنه يصبح مملاً ويؤثر على المصداقية غالباً

• اعلم تماماً ان الكثير من مشرفي هذه المبادرات وأعضائها سيدافعون بالقول نحن "نعرض العلم كما هو" ولكن لا يهم ما يقولونه هم، المهم الواقع، واراء المتابعين، واراء جميع المتابعين تصب في هذا النجال

• امزح كثيراً بموضوع "المترحمون" بدلاً من "الباحثون" ولكن في الواقع الترجمة مهمة جداً للتقدم، المشكلة الوحيدة ان جهود هؤلاء المترجمين غالباً ما توجه في مسار خاطئ تماماً، الكم الهائل من المترجمين والمحرررين والمدققين الذي يتم توظيفه غالباً في ترجمة أبحاث لا تعود على العامة سوى بقليل من الفائدة هو امر مزعج حقاً، هناك الكثير من المواضيع العلمية التي تختلف عن "الاخبار العلمية" او "الابحاث التي تتحدث عن الحياة الجنسية" التي من الممكن ان تتم ترجمتها بهذه الجهود، لا انكر ان هذه المقالات تشكل جزء فقط من المحتوى ككل، ولكن هذه هي المقالات التي تعمل "تريند" على مواقع التواصل وتصل لاغلبية المتابعين

ليس انن ارفض مفهوم التوعية الجنسية، ولكن كل شيء ان تم الحديث فيه بشكل مفرط اصبح مملاً، ما دفعني الى الغاء الاعجاب في صفحتين علميات على فيسبوك هو 4 منشورات تتحدث عن الصحة الجنسية ظهرت بالتتالي على النيوز فيد، لست انني منزعج من فكرة "منشورات تتحدث عن الجنس" الفكرة ان المحتوى كان اشبه بالclick bait ولا معنى له

• هناك الكثير من المجالات المهملة فقط لان عدد المهتمين بها قليل، اتذكر في فترة ما كانت مبادرة الباحثون السوريون تهتم بموضوع التقنية والبرمجة بشكل او بآخر، ومن ثم "لا حس ولا خبر" لم اعد أرى اي شيء يتعلق بالبرمجة، هكذا، اغلب الظن ان قلة المهتمين بمجال ما تدفع المبادرة بعيدا عنه

• التعليقات التافهة والنقاشات العقيمة الازلية التي لا فائدة منها سواء بين المعجبين او بين ادارة الصفحات والمعجبين، كلها تدفعني للخروج من الصفحة دون عودة، وهو ما حصل في كثير من الصفحات

• باختصار، السوشال ميديا مانجينغ بالنسبة لهذه المبادرات لا يوحي كثيراً بأنها غير ربحية "بالنسبة للمبادرات الغير ربحية" ولا حيادية "بالنسبة للمبادرات الحيادية"... ما يقوم به مدراء السوشال ميديا لهذه المبادرات هو ما تقوم به بقية الصفحات كثقف نفسك وهل تعلم وانما مع مصادر، عندما ينخفض التفاعل "هيا لننشر منشورا عن التطور" او مثلا عندما تنخفض الزيارات "هيا لننشر منشورا عن الجنس" و"لنبدأ مجزرة نقاشية في التعليقات" وبقية الوقت منشورات اعتيادية... لا اريد ان اظهر بمظهر "انتم لا تدرون كيف تقومون بعملكم" هذه الاساليب صحيحة تماماً، ولكن لا اجدها منطقية في مبادرات حيادية او غير ربحية، فقط هكذا

بالنهاية هي مبادرات رفعت مستوى الوطن العربي الثقافي بشكل مهول وفتحت باباً واسعاً للتثقيف بالنسبة للكثيرين، وتعد مصدراً مميزاً للمعلومات، اتمنى فقط ان تتحسن قليلاً

مُمتازةٌ بالإجمال، هي تسدّ ثغرة لا يُوجد بديلٌ لها وبالتالي من السّخافة توجيهُ انتقاداتٍ لاذعة لها، فهي بصيصُ الأمل الوحيد في الإنترنت العربي المُمتلئ بكلّ أشكال الترَّهات. على أيّ حال، بما أنَّنا بصدد الحديث عن الرأي المُحايد، فتُوجد عدة أمورٍ سأكون سعيداً لو تغيَّرت:

• كثرة التَّكرار: تعتمدُ هذه المواقع على انتقاء المواضيع العلميّة الجذَّابة التي تلفتُ انتباه القارئ، وبعضُها تحرص كثيراً على هذا الأمر، بحيث أن التكرار يُصبح شديداً جداً لنفس المعلومة لأن لها بعض الجاذبية، حتى ولو لم تكُن قيمتها العلمية كبيرة. مثلاً، موضوع "أسطورة أن الإنسان لا يستعملُ سوى 10% من طاقة دماغه" قرأتُه على ثلاثٍ أو أربع من هذه المواقع ومرَّاتٍ عديدة على كلّ واحدٍ منها خلال الشهور الأخيرة، وكلَّ فترة يُعاود الظهور مُجدَّداً على أحدها، حتى أنَّني أصبحتُ أفزع بمُجرّد رؤيته.

• الاعتماد الكُليّ على الأخبار البحتة: لا تُقدّم هذه المواقع، إلا نادراً على الأقل، مُحتوى علمياً مشروحاً بطريقة مُتبسِّطة (Casual)، فكلُّ مقالاتها تقريباً تكونُ عبارة عن أخبارٍ مُتَرجمة، وهذه الأخبار تُصبح مُملّة أحياناً، "اكتشاف فيروس قد يُساعد على علاج مرض السرطان"، حسناً.. ليس أمراً بتلك الأهمية فعلاً.

• الافتقارُ إلى المحتوى الأصيل: ليس لأنَّني أصابُ بالحساسيَّة من استخدام المُحتوى الأجنبي، فالترجمة عادةً هي أكثر الطرق فعالية للحُصول على محتوى جيّد بسُرعة وكفاءة، لكن لا يُمكن لموقعٍ أن يكتسبَ هويَّة مُميَّزة خاصَّة به وسُمعة محصورةً فيه لو لم يُنتج محتوى أصيلاً. على هذه المواقع أن تُحاول الاستفادة من قُدرات كتاب عرب لإنتاج شيء خاصٍّ بها، فسيكونُ من المُميَّز جداً أن نرى مواقع تنشرُ مقالاتٍ علميَّة بأقلامٍ عربيَّة.

ما هو العلم؟

هل هو أخبارٌ وحكايا؟ أم أنه معادلاتٌ وبحثٌ وتقصٍ وعمل؟

بالتأكيد ليس الأول، وللأسف أجد المبادرات العلمية العربية تميل للجانب الأول، فغالبٌ منشوراتها أخبار ليست علمية بالشكل الحقيقي بالمعنى الأكاديمي للكلمة.

المحتوى العلمي الحقيقي هو سردٌ للمنهج المُتبع للوصولِ إلى الحقيقة، وليس إذاعة الحقيقة وحسب، وهذا مالا أجده في المبادرات العلمية العربية إلا ما ندر.

نحتاج للمحتوى المتخصص، الذي يشرح لماذا وكيف وليس فقط ما الذي حصل والذي حدث، المحتوى الذي يحترم نفسه -كونه علميًا- قبل أن يحترم قارئه.

أنا ضد تبسيط المعلومة، وأعلم أن الكثير سيعارضني. لكن هذه هي حقيقة البحث العلمي، ألا تتجاهل التفاصيل، وللأسف المحتوى العربي غالبه تبسيط للمعلومة وما يسمى بالـ Popular science و الـ Popular science لا يغني من الحق شيئًا ولا يمت للعلم الحقيقي بصلة.

انهم جيدون و لكن اغلبهم مجرد ترجمة لمواضيع من ريديت TIL، و كذلك بطئين في نشر المعلومات، مثلا مواضيع تكون عمرها من 6 اشهر الى 4 سنوات على صدور الخبر من المصدر.

و لا يوجد توجه علمي قوي، و لكن بما ان المواقع و الصفحات للعامة فأنني استطيع ان ارى مواضيع علمية دقيقة لن تفيد احدا.

بالنهاية ارحب بهم و ما هم الى بداية في الطريقة و لكن الطريق مازال طويل.

مقتبس من بوست على فيسبوك لصديق

بنسبة 90% المحتوى العربي العلمي المُتاح على الشبكة هو محتوى موجّه ومؤدلج .. يُمكن بسهولة تقسيمه لقسمين رئيسيّن:

القسم الأول: محتوى علمي مُثير للاشمئزاز.

القسم الثاني: محتوى علمي مثير للقرف.

الفرق بين القسمين أن الأول - المُثير للاشمئزاز - هو المحتوى العلمي الموجّه بأفكار دينيّة لا تمت للعلم بصلة، أما القسم الثاني - المُثير للقرف - فهو المحتوى العلمي الموجّه بأفكار لا دينيّة اُلصقت بالعلم غصباً عنه.

ونتيجة تواجد المحتويين بقوة على الساحة العربية، مُعظم المقالات التي تُنشر تكون من النمط التالي:

• دراسة علميّة: بول البعير من أفضل أنواع الأدوية في العالم !

• بحث علمي: الانزال الجوي لذبابة داخل كأس ماء كفيل بتطهير كامل الكأس !

• رحلة أنتوني فلو من الإلحاد إلى الإيمان.

• التطوريوّن والأصل الذُبابي لهم.

• دراسة علميّة: زغلول النجار كان من اللازم أن يحصل على جازة نوبل !

أما المحتوى المحسوب على الطرف الثاني، مقالاته من النمط التالي :

• دراسة علميّة: تناول الكحول يزيد من جاذبية الرجل !

• بحث علمي: العلاقات الجنسيّة قبل الزواج مُفيدة للصحة !

• رحلة أنتوني فلو من الإيمان إلى الالحاد

• الخلقيين والأصل الطيني لهم

• دراسة علميّة: زغلول النجار مهرّج متنكّر في زي العلماء !

والنتيجة لكل الهُراء السابق أنك تقفل كل المقالات، وتلعن الساعة اللي حبيت تقرأ معلومة جديدة أو تستفيد من مقال ما.

كنصيحة سريعة ..

تجاهل تماماً المواقع العربيّة العلميّة واتجه نحو المحتوى الأجنبي .. مع الأخذ بعين الاعتبار أن ليس كل شيء مُدوّن بأحرف لاتينيّة هو حقائق مُطلقة. في مواقع أجنبيّة بتكتب بعض الهراء الشبيه بالهراء العربي أيضاً.

" اترك المحتويات السابقة المُثيرة للغثيان .. واتجه للمحتوى الاجنبي الموثوق ".

تحدثت مع مهند ملك مؤسس الباحثون السوريون حول الموضوع وصغت إفادته في هذا المقال

برأي هذه المبادرات وجوده مفيد أكثر مما هو مضر، لست من أنصار أن يبقى العلم في قصره العاجي ويكون حكراً على طبقة من الناس. هذه المبادرات لا تأخذ بمجال تبسيط العلم، لكن الحديث عن مواضيع علمية ونقاشها وحتى الحرب في التعليقات، تخلق مناخ ملائم لخطوة تالية أفضل

مبادرات الباحثون ليست منافسة ولا بجودة أنا أصدق العلم مثلاً، لكنها تلقى الاهتمام الشعبوي الأكبر وهذه أبرز مشكلة

تابعت الباحثون السوريون لفترة جيدة ثم بدأت مرحلة النقاشات القاتلة التي تطرح كل يوم او كل فترة و كلها تعالج مواضيع حساسة جدا في المجتمع و تعتبر من التابوهات

من يتحدث باسم الدين في التعليقات يهاجم بشكل كبير ، من يتحدث بحيادية ايضا يجد هجوماً

التعليقات صارت تصيبني بالغثيان فتوقفت عن متابعتها ، هم يريدون التسويق لعقيدة معينة بشكل مباشر وهذا أمر خاطئ

أراجيك تبتعد عن هذه المواضيع الحساسة ولذلك تنال الاحترام من الجميع

صفحات ثقف نفسك وهل تعلم والصفحات الطبية لا أعتبرها علمية هي فقط منتديات بشكل موقع

أغلبُ ما أراهُ من المحتوى العلميّ العربيّ ليس مؤدلجًا لهذه الدرجة -ولا عيب في كونِهِ كذلِك-، ولكِنّهُ الانحيازُ التأكيديّ الذي يُسبِّبُ الظنَّ بذلِك غالِبًا، أعيبُ على هذه المبادرات فقط أنّ كثيرًا منها لم ينتُجُ لتقديم المحتوى أو القيمةِ أو دفع المحتوى العربيِّ مثلًا، بل كردٍّ على بعضها البعض، أي يقول شخصٌ من البلد س لآخر من ص بأنّهُ فخورٌ بمبادرة الباحثون السينيّون فيغضبُ ص ويؤسِّسُ مبادرة الباحثون الصاديّون دون أن يُفكِّر فيما سيعرِضُهُ أو سيُقدِّمُه، كذلِك كرِهتُ أنّ الناس صاروا يتابِعون المبادرة حسب تصاميمها وطريقةِ عرضِها لا حسب محتواها.

السلبية الوحيدة التي أراها هي عدم تطور وسائلها لاستهداف شرائح أكبر من متابعيها عبر صنع محتوى مرئي ومسموع

بشكل عام جميعها تقدم محتوى جيد للقارئ العربي

الباحثون المصريون تعتبر رقم واحد في مفضلتي بها شرح لا بأس به في قسم الرياضيات

الباحثون السوريون اتابعها على فترات متقطعة

أخيرا ناسا بالعربي أعجبت بها كثيرا في البداية لكن مع الأسف فأغلب المواضيع حول الفضاء

و أنا لست من محبي علوم الفضاء

هذه تقريبا جميع المواقع التي أعرفها تقدم محتوى علمي في الويب العربي

انا لاحظت في الاونة الاخيرة تطور مذهل في المحتوى العلمي العربي، يتمثل هذ التطور في نشاط حركة الترجمة، وليست كل ترجمة يطلق عليها ترجمة، ترجمة بمعنى الكلمة تتمثل في موقع أنا أصدق العلم، حقيقةً للترجمة دور فعّال في المحتوى العربي، فبها نرثي المحتوى العربي.

برايي هي مفيده بشكل او باخر وقد كنت من اوائل المعجبين بهم ورغم بعض السلبيات الا انني تعودت ان اتابع الجميع وافقني الامر ام لا اخذ ما ينفع واترك الباقي كما اترك النقاشات العقيمه بالذات

ناسا بالعربي - السعودي العلمي هي المفضله عندي

للأسف الشديد , أرى أن بعض منها إن لم يكن أغلبها ذا توجه معين.

عن نفسي أستفيد من المعلومة وألقي التوجه في أقرب سلة للمهملات, ولكن أشعر تجاهها بأنه تم إنشائها لغرض آخر غير نشر العلم المجرد.

الجزئية الأخرى, ماهية العلم المنشور

هل هي حقائق مؤكدة؟

أم مجرد عبث صدر عن شخص يسبق اسمه لقب بروفيسور؟

الجزئية الأخيرة

قد تشعر في المقالات أو التعليقات بأن العرب لا فائدة منهم!

ما قيمة أن تنشر تجربة ناجحة, ثم تخبرني في نهاية الأمر بأنني مهما أفعل فلن أنجح, أو تسخر ممن حاول وفشل.

أرى أن الترجمة تعتبر أولى الخطوات نحو خلق مناخ ملائم للعلم في ضوء الحالة العلمية السائدة في المنطقة، كما أني لا أرى الجدالات التي تنشب أحيانا في التعليقات و بين مختلف المبادرات بذلك السوء، على العكس أراها ظاهرة صحية لأنها مع مرور الوقت ستكون خطوة للأمام نحو نشر ثقافة تقبل الآراء المخالفة.

النقطة السلبية التي بدأت ألاحظها مؤخرا هي ميل بعض المواقع إلى تفضيل المحتوى الذي يجلب الزيارات بشكل زائد نوعا ما.