دائمًا ما أحببت مشاهدة فيلم همام في أمستردام وربما هو أحد الأعمال التي تعبر عن شباب الألفية من لحظة إنتاجه وحتى اليوم لأن كثيرين يرغبون بالسفر إلى الخارج وبناء مستقبلهم وتحقيق أحلامهم.

ولكن ربما لأني أحببت الفيلم بكل مكوناته وكل ما يتعلق بتلك التجربة لم أنظر له يومًا بنظرة منطقية أو واقعية لأنه هناك الألاف يشبهون همام يخوضون تلك المغامرة كل يوم ولكن نسبة نجاحهم ربما لا تتعدى الواحد بالمئة أرض الواقع.

المطاردة من شبح الترحيل 

فمثلا كمغترب فقد جواز السفر ربما تنتهي رحلتك بوثيقة ترحيل بعد بضع ساعات من وصولك لوجهتك بأي مكان ولن تجد من الحظ أو التوفيق ما يجعل ضابط الشرطة يحتفظ بجواز سفرك بجيب سترته وينقذك وأنت على أعتاب العودة إلى بلادك صفر اليدين.

الغربة ونفوس البشر 

كذلك ربما لن تجد شخصًا من معارفك وأقاربك بتلك البلدة مستعدًا لمساعدتك إذا أضعت أموالك أو ينقذك من التعرض للسرقة أو أن تتعرض لأضرار جسدية إذا تشاجرت مع أي شخص وأنت لا تتقن لغة البلدة التي وصلتها للتو وربما حتى قد يتركونك لتواجه مصيرك دون تدخل ولذلك فالأمر رغم أنه جميل جدًا أن تجد شخصا لا تعرفه مستعدًا لأن يحاول من أجلك ويعزز قيمة الأخوة والصداقة فنيًا إلى أنه ربما قابل للتحقيق بنسبة ضئيلة جدًا أخشى أن تكون مستحيلة ربما.

فرصة تلو أخرى وإخفاق مستمر 

ربما أكثر شيء أظنه غير قابل للتصديق هو أن يساعدك أحدهم في الحصول على فرص عمل بدون أوراق رسمية واحدة تلو أخرى ويشاهد إخفاقك ويستمر في دعمك وبالنهاية تجد نفسك تحصل على فرصة عمل بأحد الفنادق السياحية الخاضعة للتدقيق ربما بشكل أكبر بكثير مقارنة بالعمل بالمحلات والمطاعم .

لذا في النهاية الفيلم ممتع ومثير للمشاعر ويحتوي على أداءات تمثيلية مميزة ولكن في النهاية هو محض خيال ربما كانت أمنيتي الخاصة أن يتحول لواقع بالنسبة لي ولأبناء جيلي.