في فيلم الفستان الأبيض نقابل صاحبة اتيليه فخم التي تلعب دورها الفنانة أروى جوده ، صاحبة الاتيليه تقول لزبائنها من علية القوم أن فساتينها مستوردة من باريس و أوروبا، في حين أنها تصنع فساتينها على أيدي صناع مهرة في ورشة أسفل الاتيليه.

تغضب صاحبة الاتيليه عند ضياع صفقة منها " أنتوا عارفين كام بيت أتوقف حاله دلوقتي!!" هكذا قالت تعبيراً عن كثرة عدد العاملات والذي يعد بيع الفستان مصدر رزقهم الوحيد.

تلعب أروى جودة دوراً مثيراً للجدل على الرغم من قصره، فهي سيدة أعمال تعرف كيف تخاطب جمهورها، كيف تقنعهم أن فساتينها مستوردة من باريس وهي في الحقيقة مصنوعة في ورشة تحت الأرض!

يذكرني هذا بما حدث منذ أيام عندما اشتعلت الحرب التجارية بين الصين و أمريكا، بعد أن قام ترامب بزيادة جنونية للرسوم الجمركية، فما كان من مواطنين صينين سوى تصوير مقاطع امتلئ بها التيك توك لمنتجات البراندات وهي تصنع في مصانعهم في الصين بأسعار زهيدة ليبيعها أصحاب البراندات في أمريكا بآلاف الدولارات!

ولكن هل صاحبة الاتيليه و أمثالها من أصحاب البراندات يمكن اعتبارهم نصابين، أم شخصيات روبين هودية تأخذ من جيوب الأغنياء لتعطي الفقراء وتمنحهم فرص عمل ومصدر رزق، أم هي منطقة رمادية، يقومون فيها بتجميل للحقيقة سواء مشروع ام لا، في النهاية هذه الشخصيات تجعلنا نتساءل هل هم مجرد أشخاص يعرفون كيف تؤكل الكتف؟ وما هي الحدود الفاصلة داخل البيزنس بين الكذب والتجميل المشروع؟