مسلسل From وكيف نتعامل كبشر مع المواقف القاسية والغامضة؟

قبول المجهول والتكيف مع ما لا يمكننا السيطرة عليه قد يقودنا إلى التخاذل والتسليم أمام الصعاب. الخوف من المجهول موجود، نعم، لكنه لا يجب أن يكون عذرًا للركون والاستسلام. بل بالعكس، التحديات والمجهول هما ما يدفعنا للاستكشاف، للثورة على الظروف، وللتطوير. قبول الوضع كما هو قد يكون، في بعض الأحيان، هروبًا مقنعًا من مواجهة الواقع أو من محاولة تغييره.

من سيقول الخوف واليأس؟

الوحيدون الذي استسلموا تمامًا لصعوبات حياتهم هم الموتى، ونحن حين نفقد الأمل بالمستقبل فإننا سنكون موتى بالتأكيد حينها.

الأمل بأن كل شيء سيكون جيدًا، وأن المواقف العصيبة لن تدوم هو الشيء الذي يرتبط بمعنى الحياة.

بالطبع نشعر جميعًا بالخوف عند مواجهة أي مواقف صعبة ولكن مع مرور الوقت يمكننا أن نتكيف مع الظروف المحيطة بنا لنتقدم للأمام، ويبدأ هذا الأمر من إدراكنا بأننا لن نتمكن من السيطرة بشكل كامل على جميع الأحداث من حولنا، على سبيل المثال ما حدث خلال أزمة كورونا التي واجهها العالم رغم أنها كانت غير مفهومة في بداياتها، وبدأت كل دولة تبحث عن أفضل الحلول لمواجهة المشكلة، فوجدنا دول تشجع العمل من المنزل ودول أخرى استخدمت وسائل أخرى تبعث الأمل في النفوس لمساعدة الناس على الصمود وتجنب مشاعر الخوف، أي تفاعل الناس في النهاية بطريقة إيجابية ليتمكنوا من مواصلة الحياة بأفضل شكل.

اليأس ليس في مصلحتنا كبشر، نحن نحتاج إلى التكيف مع الظروف مهما كانت قاسية، فقد نتعرض لظروف ضعف الإقتصاد أو سوء المجتمع من حولنا، لكن علينا أن نقاوم التغيرات والحفاظ على ثقافتنا مهما تعرضنا من صراعات من حولنا.

من ضمن الوسائل للصمود أمام المجهول هو الإستعانة والإستغفار بالله، ثم التعلم ومعرفة واستنتاج ما قد يواجهنا مستقبلا حتى نعرف كيف نواجهة قبل أن يخرب حياتنا.

الوحوش تمثل صراعاتنا الداخلية؛ الشخصيات مضطرة لمواجهة هذه الوحوش، تمامًا كما نواجه نحن مشاكلنا الشخصية أو الأخطاء التي قمنا بها. العبرة هنا هي أن المواجهة بدلًا من الهروب هي المفتاح للنمو والتطور.

مواجهة الصراعات الداخلية عادةً هو الخيار الأصح على المدى البعيد بالتخلص منها وعدم تركها تتراكم داخلنا. لكن أعتقد في مواقف معينة قد يكون "الهروب" هو الخيار الأكثر عقلانية، الهروب إلى العمل وإشغال الوقت حتى نترك براحًا لأنفسنا باستعادة التوازن مجددًا خاصة إذا كان الصراع مع تخّوف كبير داخلنا!

بالفعل عرض معضلة مواجهة الذات والمخاوف أم الهروب منها يستوقفني دائماً

وقد استخلصت فكرة من أحد الافلام أنه يمكن لمواجهة المشاكل أو المخاوف وعدم الهروب

نتيجة أخرى غير الانتصار على تلك المخاوف أو الاستسلام لها وهي نتيجة التعادل

أي أنه من الممكن مواجهة المخاوف والقضاء عليها وفي المقابل تكون قد انتزعت هي الأخرى بعض منك

أي تكون النتيجة تعادل كما ذكرت

بمعنى المواجهة تنشئ فرد قادر على إكمال حياته حتى ولو تم انتزاع شئ منها

وهو ممكن ما نقصده ايضا كما ذكرت التكييف

هل هو مسلسل منتهي، أم مواسم لا تنتهي؟