فيلم ڤوي ڤوي ڤوي: هجرة العقول النابغة وأصحاب المواهب من أجل فرص مهنية أفضل، حق مشروع لتأمين مستقبلهم أم تقصير في واجبهم نحو أوطانهم؟

أتفق معك صراحة بالأخص في وجود تمييز بين الرياضات، تجد رياضة ذات شهرة وشعبية كبيرة مثل كرة القدم يصرف عليها أموال طائلة ولا تحقق اي انجاز يذكر في السنوات الأخيرة ولا تمثل وطنها بشكل مشرف حتى، في حين توجد رياضات اخرى وليست الفردية فقط بل الجماعية مثل كرة اليد وبرغم الانجازات التي يحققوها لا يحصلوا على نفس القدر من الدعم، أما بالنسبة للرياضات الفردية فحالها هو الأصعب كما ذكرت، فكل ما يحتاجه الفرد لكي يحافظ على لياقته ومستواه تقريبا يتحمل تكلفته أو الجزء الاكبر منها بنفسه، ولا يتم تقديرهم بالشكل الكافي عند تحقيقهم لإنجاز باسم الوطن، فلا استطيع لومهم بالأخص وأنهم من البداية طوروا انفسهم بانفسهم.

أخبرنا أكثر عن تجربتك وأكثر الصعوبات التي واجهتها عند العودة، هل رفض افكارك التي تسعى لتطبيقها عمليا وعدم دعمها؟ أو لعدم توافر البنية اللازمة لخروج تلك الأفكار للنور؟ هناك أيضا الروتين وسيل الأوراق والإجراءات التي تؤخر من أخذ الموافقة والبدء في تنفيذ أي أفكار أو مشاريع وأعتقد أنه هذا السبب هو الاكثر شيوعا خاصة إذا كان الشخص قادرا على تمويل ودعم فكرته ولكن المشكلة التي تواجهه تكون في النظام المعطل.

هذا أيضا حدث للعديد من العقول النابغة فور عودتهم لوطنهم مرة ثانية، لم يتم التعامل معهم إلا بالتعنت والروتين وللأسف هاجر أغلبهم ثانية وأشهرهم العالم فاروق الباز وعصام حجي وغيرهم الكثير، وأيضا على مستوى الرياضة وغيرها الأمثلة لن تنتهي، فبرأي هذا حقهم وليس إجحافا للوطن لأنهم كما قال غسان كنفاني " الوطن ألا يحدث هذا كله"

هجرة هذه الأأدمغة بطرق غير شرعية فأنا أعارض بشدة هذا الأمر.

لم أفهم قصدك بهجرتهم بطرق غير شرعية، هل تقصد مثلا الحالات التي تتهرب دون ابلاغ لتمثيل بلدان أخرى؟ فصراحة إذا كنت لن ألوم السبب لن ألوم الطريقة.

أرضك فين يا جحا قال اللي فيها عيالي و رزقي.

هذا المفهوم يلغي تماما باقي المفاهيم المرتبطة بالوطنية والانتماء والتي تحث الفرد على حب وتقدير الارض التي ولد وكبر عليها ومن المفترض أنها وفرت له على الأقل الأساسيات التي أوصلته لما هو عليه، أتفق في أن البيئة قد تكون مجحفة ومحبطة وأن من حق الانسان السعي وراء حياة أفضل ولكن إنكار مفهوم الوطن تماما أو تهميشه لا أتفق معه، إذا كانت هناك فرصة لكي يفيد بها الشخص وطنه بالفعل دون أن يتأثر مستقبله بالسلب، فوطنه هو أولى من أي أرض أخرى، ولا ننسى أننا هكذا نفيد من نحب ومن نشبه ومن يربطنا بهم صلات الدم والدين والثقافة.