فيلم Nowhere: ماذا لو تم فرض قانون لمنع إنجاب الأطفال أو يلزمك بإنجاب عدد معين من الأطفال لمواجهة أزمة الزيادة السكانية، ترحب به أم ترفضه؟

أنا أعتقد أن فرض قانون ملزم بمنع الإنجاب أو تحديد عدد الأطفال ليس حلا وغير عادل ايضا، فهذا ينتهك حقوق الإنسان والحريات الشخصية، ويمكن أن يسبب مشاكل نفسية واجتماعية للأزواج والأطفال، كما أنه لا يحل المشكلة من جذورها، بل يؤجلها فقط.

و من الأفضل محاولة توعية المجتمع كتعزيز التعليم والتوعية الصحية والاجتماعية للناس، خاصة النساء والفتيات، حول أهمية تنظيم النسل والأسرة، وتوفير وسائل وخدمات آمنة ومتاحة لهم، و يمكن ايضا تحسين مستوى المعيشة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للناس، خاصة في البلدان الفقيرة والنامية، حيث تكون معدلات الخصوبة والفقر أعلى.

 فلو فرضًا قد حدث بشكل رسمي وأصبح قانونًا يُعاقب من يخالفه فكيف ستقابلون هذا الأمر؟ هل تجدونه حلًا مشروعًا منطقيًا؟ أم قاسيًا غير عادلًا؟ ما الحلول الأخرى من وجهة نظركم لمواجهة أزمة زيادة عدد السكان؟

هذا ليس فرضاً يا رنا بل أمر واقع تم تطبيقه من قبل الصين في التسعينات على ما أعتقد فيما يعرف باسم سياسية الطفل الواحد One child policy لكن أعتقد أنه منذ بداية عام 2016 رفع هذا القانون وسمح للأزواج أن ينجبوا طفلين. هذه السياسية كانت متبعة في الصين لتنقص من سكانها وكانت تعاقب - فيما أذكر - من ينتهك ذلك القانون بعدم الرعاية الصحية له وحرمانه من المزايا التي تقدمها الدولة للمواطنين ويبدو كانت هناك قيود أكثر من ذلك يمكنك أن ترجعي إليها بنفسك.

أما أنه مشروع، فنعم هو مشروع في الدول المتضخم عدد سكانها بما لا تطيق الدولة رعايتهم. أعتقد أن هذا مشروع في عرف الدول وإن كنا نعترض فلمَُ نراه مشروعاً لنا كأزواج وزوجات في قوتنا الحالي حينما يكتفي معظمنا بطفلين؟!! أعلم أن كثيرين جداً يكتفون الآن بطفلين أو واحد فقط حتى تمر فترة أربع أو خمس سنوات ليلتقط الزوجات أنفاسهما من عبء تربية الأول. هذا حل منطقي جداً ولا شيئ فيه في رأيي؛ لأن الزيادة السكانية برأيي تأكل عوائد التنمية بشدة- هذا ليس رأيي المسئوليين التقليديين بل هو رأي لي أتبناه بشدة.

أرى أن الأمر يتعلق بقانون الندرة الذي يحكم الاقتصاد العالمي وبالتالي العالم بأكمله، لكن هل هذا القانون حقيقي فعلًا أم أنه مجرد خدعة روجت لها الدول الاستعمارية والرأسمالية العالمية، أرى في الواقع أن هناك الكثير من الموارد الأساسية والتي تكفي الجميع لكن معظم ثروات العالم يكتنزها مجموعة صغيرة من الناس، ومعظمهم من دول الغرب المستعمرة.

علينا ألا ننخدع وأن ندرك أن هناك عدم مساواة واضحة في توزيع الموارد على هذا الكوكب. مع اكتناز القليل من الناس والدول للأموال والبذور والموارد الغذائية والأراضي والسيطرة على بقية العالم إما إقتصاديًا أو سياسيًا، ومع تفشي حقيقة عدم المساواة هذه علينا أن نحذر من أن نبدأ في تصديق كذبة الندرة.

بالفعل كما قال الصديق خالد هذه سياسة نفذتها واتبعتها الصين في عام 1978 وكان لها نتائج كارثية أهمها إجهاض و وأد البنات وتفضيل الأسر الإبقاء على الأطفال الذكور لمساعدتهم في العمل الشاق وذلك أدي بالتبعية لوجود ملايين من الرجال الصينيين قد لا يستطيعون الحصول على زوجة وفي عام 2015 قامت الصين بإلغاء هذا القانون لمحاولة تدارك الكارثة

لابد من رفع الوعي بمخاطر الانفجار السكاني ..

و تقديم جائزة للذي يكتفي بطفلين على الأكثر .

طبعًا هو حل قاسي وسألجأ حياله السفر إلى بلد آخر وذلك بحثُا عن هامش أكبر من الحرشية التي حُرمتها.