تخيل أن يستيقظ شخص كل يوم ولا يدري أين هو! ولا يتذكر آخر شيء فعله؛ هذا ما حدث لبطل الفيلم بسبب تعرضه لحادثة أثرت على ذاكرته فلا يستطيع تكوين ذكريات جديدة بما يسمى بفقدان الذاكرة التقدمي ولهذا عليه في كل يوم أن يعرف آخر شيء حتى يستمر في حياته فتطرق إلى فكرة وهي الكتابة على جسده حتى لا يتم خداعه من الناس حوله وحتى يستطيع معرفة السبب الرئيسي لما حدث له، هذا دفعني للتفكير في نقطة أخرى وفكرة خداع الذاكرة بشكل عام فيما يسمى الذاكرة الخادعة أو الكاذبة وهي عندما تتداخل المعلومات داخل عقلنا ونمزج أشياء ربما لم تحدث مما يؤدي لتشويه الذكريات نفسها وتتراوح خطورة الذاكرة الكاذبة هذه ما بين أن يظن الشخص أنه لم يغلق باب المنزل أو ترك الطعام على النار وأغلبنا ربما مر بهذا الأمر، ولكن الخطير في الموضوع هو أنه ربما تختلط علينا الأمور في وصف حادثة مهمة رأيناها أو ذكرى مهمة بالنسبة لنا ولكن عندما نحكيها لأحد من المفترض أنه عاش الذكرى معنا نفاجئ بأنه يخبرنا أن هذا لم يحدث أو أنه لم يحدث كما نحكيه نحن أو ربما هذه الذكرى لا تخصنا أصلا ولكنها علقت في عقلنا بطريقة ما وظننا أنها لنا نحن. هذا الأمر يجعلني مشوشا أحيانا لأنه كما قال بورخيس " ماضينا هو ذاكرتنا، لو أننا شيء، فنحن ماضينا، أليس كذلك؟" فكيف نثق في ذاكرتنا وكيف نتحقق من أنها كاذبة أم لا؟