أبحث دائما عن الطريقة المثالية للاستفادة بكل ساعة ممكنة في اليوم. وكثيرا ما يروادني هذا السؤال ماذا لو كنت أملك مزيدا من الوقت؟ ربما ساعة واحدة إضافية ستجعلني أقرأ مزيدا من الكتب.. أشاهد المزيد من الأفلام.. أنهي أشياء معلقة.. ربما أطور مهاراتي في شيء ما أو حتى ممارسة هواية جديدة.

وبالمصادفة وجدت فيلم الساعة الخامسة والعشرون يعرض على التلفاز فتابعته بشغف لعله يجيب عن هذا السؤال فالفيلم يعرض آخر أربعة وعشرون ساعة من حياة مروج للمخدرات قبل دخوله السجن وتسليم نفسه للسلطات فيقرر قضاء الوقت مع أصدقائه ووالده، وتتراوح حالة البطل بين الندم على ما فعله وبين خوفه من السجن. 

ولكن ما يشد الانتباه هنا.. هو عندما قرر والده إخباره بالهروب بعيدا وبناء حياة جديدة؛ وفي هذه اللحظة تبدء الساعة الخامسة والعشرون المتخيلة في عقل البطل وأنه سيهرب ويجد وظيفة جيدة ويتزوج وينجب أطفالا ويعيش حياة هادئة جديدة بعيدا عن كل الأمور السيئة التي فعلها وكل اختياراته الخاطئة، سيجلس بين أبنائه وأحفاده المتخيلين ويخبرهم يوما ما بالحقيقة... كل هذا يحدث وهو مغمض العينين حالم، ويتركنا الفيلم حائرين هل سيأخذ بنصيحة والده أم سيتقبل مصيره.

وتركني الفيلم بتساؤل أكبر لماذا نريد دائما المزيد من الوقت؟ ولماذا لا يمكننا استغلال كل الوقت الذي نمتلكه؟