هل التخلّي عن صديق في موقف محرج جداً يُعد جُرماً أخلاقياً برأيك؟ ألم تفكّر قبل اليوم بحالة قد يتجاوزك صديقك فيها إلى مافيه مصلحته والخير له ويتركك وحيداً خلفه؟ 

في فيلم company of heros الفيلم الذي لم أشعر جداً بجماله وحلاوته كما وصفه الآخرون ولكن شعرت بأهمية استعراض أمر أريد الحديث عنه هنا: الشراكات. في الفيلم الشراكة بين الأصدقاء تكون في الحرب، شعار كل واحد فيهم واضح وسهل الاستيعاب no one behind، أي لا أحد خلفنا، لن نترك أي جندي خلفنا من الاصدقاء، هذا ظريف، شعار ظريف ولكن وأنا أتأمّل حياتنا وطبيعتنا الانسانية شعرت بأن الأمر قد يكون أقسى منا، أي أن هذا الشعار غير قابل للتنفيذ حتى في بيئات أقل قساوة من الحرب، بيئات العمل مثلاً.

سأضرب مثال مباشر، يتعاهد معظم الأصدقاء أثناء العمل معاً وخاصّة في مشروع ناشئ صغير في إكمال العمل معاً والتدرّج بالنجاح به سوياً، ماذا لو وصلت لواحد منهم فرصة عمر لا تُعوّض نهائياً بعمل يجعله يستلم مبالغ خيالية كل شهر، هل هو مُلزم بعهوده وصداقته؟ 

برأيي لا، وعليه أن يمضي قدماً تاركاً خلفه الصديق الذي اتفق معه، فالأنا أو المصلحة الذاتية المهنيّة دائماً أهم، هذا ما لاحظته مثلاً في برنامج المذيع هشام حداد، يخرج إلى قناة أخرى دون صديقه جاك والذي اعتدنا رؤيته معه، لا أعرف تفاصيل ما صار ولكن افترض هُنا أن يكون السبب ذاته وهو أنّ: العرض لا يُفوّت ولذلك تركت صديقي خلفي

وأنت؟ ما رأيك بهذه المسألة؟ هل تجد الأمر منافي للعامل الأخلاقي؟ أم تجده عادي وأقل من عادي وربما ضروري لتحقيق المصلحة الذاتية المهنية؟