الإبهاج البصري مُقابل العمق الحكائي؟ معادلة صعبة التحقق بالتمازج؟ رُبما لكنها ليست مُستحيلة. 

يُبهجنا العالم في كُلّ سنة بالكثير من الأفلام التي تُبهر البَصر وتُمتع العين وتملأ العقل بكلّ غريب وعجيب من الخيالات والأوهام والمخلوقات والشخصيات، يُبهر معظم الناس حرفياً لتُشكّل هذه الموجات والعروض كتلة سحرٍ ثقيلة على الناس تدفعهم يومياً لارتياد السينما وبالألاف وشراء تذاكر العروض الجديدة مهما كان الوقت ومهما كان السعر!

مؤخّراً أتانا مُخرج الفيلم الرائع التايتانيك "جيمس كاميرون" بجزء ثاني من فيلم أفاتار avatar الذي يصبُّ تماماً بما أحكي عنه، الإبهاج البصري وهذا الإبهاج والإمتاع حقق ما صُنع لأجله: المال، الكثير من المال، أكثر من 2 مليار دولار أمريكي خلال أقل من شهر! رقم خيالي لفيلم خالي.. خالي من المعنى تقريباً، الصورة وحدها ما تجذب الناس، الصورة وحدها ما دعّمت هذه الجماهيرية. 

أحاجج دائماً بأنّ السينما على بناءها الذي يعتمد على الصورة إلا أنّها ليست الصورة وحدها، فهذه الروعة البصرية برأيي بلا نفوذ تقريباً في فن يجب أن يكون لهُ أبعاد أكثر إتصالاً مع الإنسان وقضاياه أو مع الأفكار وطبقاتها، لا فيلم يُمكن أن يكون عظيماً بصورة فقط، بروعة بصريّة، لماذا؟ لإنّ خلطة الفن السينمائي برأيي كالتالي:

  • صورة رائعة ولها إتصال مع كُل عناصر الفيلم التالي ذكرها
  • سيناريو مُحترم يستعرض قصة لها أبعاد وشخصيات تركيبية غير سطحية وغريبة أو ضمن حدث غريب
  • فلسفة أو قيمة ثقافية حقيقية أو فهم لطبيعة العمل والقصّة لطاقم العمل يستطيع حمل الفيلم
  • شخصيات قادرة على تجسيد المكتوب والإضافة عليه. 

ما الذي يحصل إذاً في موضوعة الأفلام البصرية فقط وما مشكلتي معها؟ 

أنّها بالغالب تكتفي فقط بالعنصر الأوّل من كلامي السابق وتحاول الاستمرار بذلك، وتنجح للحقيقة وربما يكون نجاحها أحياناً نجاحاً ساحقاً ولكن بالمعايير التجارية وهنا يأتي سؤالي الآخر وهو السؤال الأهم: هل كُل فيلم ناجح تجارياً هو فيلم عظيم وناجح بالضرورة؟ هل المال والجوائز فعلاً يعطون قيمة لهذا النوع من الأفلام فعلاً؟