ربما لأول وهلة ستبدو لكم قصة الفيلم كوميدية -وهكذا نظرت إليها بل وأضحك الآن من غباء البطل- ولكن الفكرة عميقة لأن البشر يفعلون بأنفسهم أشياء مأساوية كثيرة لمجرد الإفلات من شيء لا يريدونه في حين أن هذا الشيء قد يكون أهون بكثير من الدروب التي اختاروها بأنفسهم للهرب من المصير الأول.
أعلم ستقولون هبه قلبت على الكتابة الهيلوغريفية إذن لن نفهم منها كلمة اليوم، ولكن اسمحوا لي بالترجمة رجاءً قبل مغادرة الصفحة.
الفيلم يسرد قصة البطل راندل باتريك ماكمفري الذي اغتصب فتاة في الـ 15 من عمرها ولكنه ادعى الجنون ليهرب من السجن فأدخلوه مستشفى الأمراض العقلية، وهناك حاول يهرب مرارا وتكرارا ولكن كل محاولاته باءت بالفشل.
أظن الآن تم فك رموز اللغة ووصلنا لنقطة النقاش، وهي: الهرب من مصير لمصير أخر أملًا في كونه أفضل من الأول.
المشكلة الحقيقية تكمن في غباء البشر فبدلًا من الاستسلام لأقدارنا نحاول وبكل جهد لمحاربة الحياة وحينها نجد أنفسنا اصطدمنا بواقع أسوأ بكثير من الواقع الذي رفضناه.
السؤال الأهم هو متى يجب علينا المحاربة ومتى يجب علينا الانصياع للحياة؟
المحاربة يجب أن تكون في الجبهة الصحيحة يعني أن نحاول مرة واثنين وثلاثة من أجل شيء نؤمن به، شيء لا يضرنا أو يضر الآخرين كمطاردة أحلامنا وأهدافنا...الخ.
ولكن ينبغي علينا التوقف والاستسلام للقدر والحياة حينما تنفذ من أيدينا كل الحلول وتختفي كل السبل، وقتها لا داعي أبدًا للوقوف أما الجبل وهدمه أو أمام المحيطات لتحويل لونها من الأزرق للأخضر.
أنا توقفت عن محاربة كل شيء أقوى من قدراتي وإمكانياتي، ولكني لازلت على جبهة القتال حتى أصل لأهدافي.
سؤالي لكم الآن هل ستبحث عن دروب أخرى للهرب من العقاب حتى ولو تطلب الأمر التخلي عن عقلك؟ ومتى تحارب الحياة ومتي تستسلم لها؟
التعليقات