كمستقل، هل تلزمك الخبرة والشهادات لدخول غمار أي تجربة جديدة؟


التعليقات

قبل خمس سنوات، كنت قد سمعت عن وظيفة اسمها "كاتب المحتوى"، وكنت أجيد الكتابة الأدبية، لكن ليس لدي أي خبرة أو حتى معرفة بما هي كتابة المحتوى، لكني استحسنت المسمى كونه يتوافق مع الكتابة، وأخبرت عدد من أصدقائي أني أبحث عن فرصة في هذه الوظيفة بأي مكان لأني لم أعد أطيق العمل العادي.

أرسل لي صديق حساب شخصي لفويس أوفر كان يسأل عن كاتب محتوى ليكتب له الإعلانات التي يقولها، تواصلت معه، وقال أن لديه إعلان عن منتج، ووصفه لي، وهو يريد نص ترويجي، وسألني إن كان بوسعي فعل هذا، فقلت له "بلا أستطيع" وأنا اقول لنفسي "ولمَ لا نجرب!".

أتذكر أني كتبت نصًا ناجحًا، وبعد عدد من التعديلات اكتشفت أني أجيد كتابة الإعلانات Copywriting (لم أكن أعلم أن هذا مسماها حتى بعد فترة طويلة من القيام بها)، لقد دخلت هذا الميدان بلا خبرة أو شهادة أكاديمية أو حتى ورشة مجانية أو فيديو شرح على يوتيوب، ألقيت بنفسي كالذي يقفز في الماء وهو يعلم أنه لن يتأذى على أي حال.

نعم "عفاف" يمكن للمستقل إقتحام أي مجال يرغب به، فالأمر الآن أصبح سهل جداً في وجود فيديوهات تعليمية على اليوتيوب، وكورسات مجانية أيضاً من شركة جوجل ومن عدة تطبيقات. وأنا قمت بتعلم أكثر من مهارة من خلال هذه الفيديوهات، كالمونتاج، وعروض الpowerpoint، وبرامج التصميم.

أما بالنسبة لتقبل الوظائف التقليدية لمثل هذه الخبرات المكتسبة، فأرى أن هذا يتوقف على مدى مهارة الشخص في تطبيق ما تعلم بشكل فعلي، فشركة جوجل نفسها تمنح عدة كورسات مجانية ولا تتطلب أي خبرة سابقة أو شهادة من الشخص المتقدم لهذه الدورات التعليمية المجانية، بل تمنحه جوجل شهادة معتمدة تعادل الشهادات الجامعية، فالأمر الآن لم يعد متوقفاً على مجال الدراسة أو الشهادة، وإنما القدرة على التعلم الذاتي وإكتساب المهارات الجديدة وتطبيقها بشكل عملي.

ولكن يجب أن يكون كل هذا بعيداً عن أحلام اليقظة وأوهام الغنى السريع.

بالتأكيد لا، فهذا جنون! كيف أجرؤ على القيام بذلك الأمر؟! فسوف ينكشف جهلي بالتأكيد، وهذا يعتبر نوع من المراوغة والخداع.

وكيف نجح الأمر وأنتِ لا تعلمين شئ عما تقدمتي لإنجازة؟ يمكن أن تكون جرأة منكي أحيكي عليها، أما أنا فلا أجرؤ على مثل هذه الخطوة، إلا في حال كان لدى على الأقل معرفة بمبادئ ما أقدمت عليه.

من أجل أن يختبرا أمرا جديدا، لا جامعة، لا خبرة تقنية، لا أفكار ابتكارية، فقط الحيل التي يستخدمها مندوبي المبيعات هي من جعلتهم يقبلون في التدريب العملي الخاص بجوجل

ما فرصة حصول أشخاص بدون خبرة أو شهادة أو مهارة على تدريب أو عمل داخل قوقل في الحياة الحقيقية؟ أعتقد بأن الأمر أشبه بالمعجزة؟ أم أنّ الفلم مستمد من قصة حقيقية؟

ما رأيك أنت، هل ترى أن بإمكان للمستقل أن يقتحم أي مجال يروقه للنجاح، وهل يمكن أن تتقبل الوظيفة هذا مستقبلا عوض الخبرات والشهادات؟

الشهادة لم تعد ذات أهمية قصوى في أغلب الوظائف، إمتلاك مهارات عالية وأعمال قوية لعرض هذه المهارات سيكون كافيا لجعلك تتقدم وتفوز بوظائف العديد من الشركات.

طبعا، الحديث هنا لايشمل مؤسسات الدولة، وبالتحديد دول العالم الغير متقدم والتي مازالت تضع الشهادة كشرط للتوظيف.

هل سبق وأن قمت بدخول مجال لا تجيده ونجحت أن انسحبت، أخبرنا مواقفك؟

في الحقيقة لم أفعل، ليس بسبب تخوفي من عدم النجاح بدون شهادة، بل لأنني لم أكن أنوي دخول مجال آخر في الوقت الحالي.

هل تظنين ان هنالك مثالا لهذا عربيا لدينا؟

لا أتذكر اسم شركة محدد، لكنني سبق وصادفت اعلانات لشركات عربية عبر تويتر ولينك ان تلغي شرط الشهادة وتشدد على امتلاك المهارة، والملاحظ على هذه الشركات أنّ أغلبها جديدة وتُدار من قبل مديرين شباب.

هل كتابة المحتوى أخذت فيها شواهد أكاديمية، أم مجالا دخلت غماره دون خبرة؟

في الحقيقة أنا مهتمة بمجال كتابة المحتوى الاعلامي تحديدا، وأملك تكوين جامعي في الاعلام والاتصال كما سبق وأن خضت عدة دورات وتدريبات لتعلم التحرير وصناعة المحتوى في المجال.

لكن مسألة إعراضك عن باقي المحتويات ما دافعها؟ 

الرغبة في التركيز على التخصص فقط، تعرفين أنّ الكثير من أصحاب الأعمال يولون أهمية كبيرة لنقطة التخصص ولسنوات الخبرة، ولأنني مازلت أدرس ولا أملك الوقت الكافي للعمل على العديد من المشاريع.

قبل أيام تقدمت لتجربة أن أحرر الرسوم المتحركة (مانجا اليابانية)، رغم أني جاهلة، ورغم أن جدولي يكاد ينفجر..

كيف يمكنك القيام بكل هذا في نفس الوقت وتنجحين فيه؟ هل يمكنك إعطائنا وصفة عن طريقة تنظيمك للوقت ولجهدك دون أن تخور قواك؟

لقد جربت هذا الأسبوع أن أعمل على مشروعين يستلزم كل منهما حوالي ثلاث ساعات في اليوم بالإضافة إلى دراستي وأعبائي المنزلية والاجتماعية، لقد شعرت فعلاً بالضغط العصبي طوال الوقت، رأسي ينفجر من الصداع وعيناي تجأران بالشكوى من طول نظرهما إلى شاشة اللاب توب ومواعيد نومي واستيقاظي ذهبا إلى الجحيم فعلياً

ما دام الأمر كذلك؛ فلم ترهقين نفسك إلى هذا الحد؟ لماذا لا تكتفي بما يسمح به جدولك وإرجاء المزيد لما بعد الانتهاء من أعمالك المجدولة بالفعل؟

ليس لدي أي واجبات منزلية أو اجتماعية

غريب هذا الأمر، فمجرد كوننا فتيات يلقي علينا بأعباء المنزل عادة، أنا لست زوجة وربة منزل بل مجرد ابنة وحيدة عليها أن تقوم بالواجبات المنزلية والاجتماعية :D

نهوضي في كل مرة رغم التعب

ربما عليك الاهتمام بصحتك أكثر، فربما أنت بهذه الطريقة تستهلكينها كلها في هذه السنوات مما يجعلها تتداعى مع التقدم في العمر، قد لا تشعرين بذلك الآن، ولكنني اعتقد أن الصحة مخزون إذا استهلكنا منه أكثر مما يجب سينتهي قبل الآوان

أعرف نساء قمن بالأعمال المنزلية كخادمات من عمر العاشرة وألان بلغن الستين والسبعين لا زلن نشيطات

لا أعتقد أن مقارنة الأعمال المنزلية بالعمل الذهني واستخدام الأجهزة الالكترونية لفترات طويلة مقارنة صائبة، فالأعمال المنزلية إذا صنفناها فهي ستكون بمثابة تمارين رياضية والصحة لن تضرر أبداً من ممارسة الرياضة على العكس فهذا قد يكون سبباً في حفاظهم على صحتهم وقوتهم ونشاطهم، أما ما نقوم به نحن فعلى الرغم من أنه يبدو أكثر راحة حيث لا نبذل مجهوداً بدنياً فيه إلا أنه في حقيقة الأمر من الممكن أن يدمر خلايانا فعلياً، الجلوس لأوقات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر والموبايلات والتفكير الذهني المستمر ومواعيد النوم التي تذهب أدراج الرياح، كل هذا يؤثر سلباً على صحتنا، نحن حتى أثناء النوم نفكر فيما سنقوم به في العمل بعد الاستيقاظ، بينما العاملات المنزليات بعد أن ينتهوا من أعمالهم يخلدوا إلى النوم دون تفكير في شيء، فالعمل كل يوم هو نفسه ولا يحتاج إلى أي ابتكار أو تجديد

عزيزتي العمل الذي تحبينه لن يدمر صحتك أبدا، لو تريضت، أكلت جيدا وصحيا، ونمت بمعدل جيد..

بالضبط هذا ما أقوله، أن لا يكون العمل بقدر يفوق الطاقة والصحة مما يدفع الشخص لعدم الالتزام بمواعيد النوم الصحية وممارسة الرياضة وتناول الطعام في مواعيده، فتستهلك الصحة بشكل لا يمكن تعويضه

مقارنة مع شخض يعمل ل8 أو 9 ساعات في عمل يندمج معه ويحافظ على أكله ورياضته، ونومه، ونفسيته عالية ومنظبط في أعماله، لن يمرض بسبب العمل..

هذا هو النموذج الصحي بالفعل

موضوع مميز ❤❤

حسب العمل او المهنة ، هناك مهن لا غنى ابدا عن الشهادة فيها ..

وهناك مهن بامكان الشخص ان يعمل بها بعد التدريب والتعلم الذاتي .

غوغل بالطبع لكنها ايضا تفتتح دورات تدريبية وتقدم شهادة بها بعد تجاوز التدريب...

وهناك مهن فعلا يمكن للشخص ان ينجح بها دون شهادة بالعمل والتدريب المستمر ، بالمقابل هناك مهن اخرى من المستحيل للشخص ان ينجح بها دون شهادة اكاديمية ..ولهذا نرى المنافسة الشديدة على المقاعد الجامعية وصعوبة الحصول على المنح الجامعية وقوة هذه الشهادة على حسب الجامعة...

شاهدت الفيلم وأعجبني، سواء في الفكرة أو الحوار الكوميدي.

بالنسبة للشهادات فلم يعد لها أهمية، فقط الخبرة هي المهمة في العمل الحر، لم أقابل صاحب مشروع يبحث عن حامل شهادة جامعية أو ماجستير، بل يبحث عن مستقل ذو خبرة في المجال.

دخولي لمجال كتابة المحتوى بالكامل جاء بالصدفة، حين عرضت عليّ صديقة بعد أن قرأت روايتي بالعمل لدى شخص يبحث عن كتاب محتوى، وكان المقابل بسيط ولكني انبهرت بالفكرة فلم أكن أعلم بوجودها، ولأول مرة أتعرف على كلمة (كلمة مفتاحية) فبدات بالبحث عن معنى الكلمة، ومن هنا دخلت مجال العمل الحر ثم تعرفت على منصات العمل المختلفة.

ومازالت أعتقد أن من حقي اكتساب بعض الخبرة في اي مجال ثم التقدم على مشروع له ومحاولة تنفيذ المشروع على أكمل وجه والتعلم، لأني أؤمن ان التطور في مجال العمل الحر لابد وضروري، وأهم من التطور بأي مجال آخر.

سبق لي أن دخلتُ في مجال التصميم وإدارة حساب الانستقرام لأحد الشركات، رغم أنني لا أعرف ماهيته أبداً وكيف يمكنني أن أفعلها ولكنني حرصت على قراءة الكثير من المقالات ومشاهدة اليوتيوب لمعرفة بعض المعلومات عنها.. ولحسن الحظ تم العمل بنجاح كبير وبإعجابهم بمهاراتي.

والسر هو أنني لطالما أحببت أن أجرب أشياء جديدة وأعمل على إتقانها حتى ولو لفترة وجيزة، إن للشغف المتعدد مزايا!


أفلام وسينما

كل ما يخص عالم الأفلام والسينما وأخبارهما سواءً العربية أو الأجنبية.

65.7 ألف متابع