هناك افلام تجبرنا على مشاهدتها لما تتناوله من أفكار قريبة من واقعنا، فعلى الرغم من أنني لستُ من مُحبي السينما الهندية بشكل كبير، إلا أنه من الأفلام التي أُرشحلها للجميع، وفي رأيه أنه يجب أن يُشاهده كُل معلم وطالب وولي أمر!

3 بلهاء - 3Idiots

حصل على تقييم 8.4\10 على IMDb

القصة

تتلخص الأحداث في 3 طلاب يعيشون في سكن جامعي واحد ويجمعهم نفس التخصص في كلية الهندسة ولكن لا يجمعهم نفس الهدف!

الأول إلتحق بهذا التخصص إرضاء لرغبة والديه

الثاني لم يترك له الفقر فرصة الإختيار، وإلتحق به فقط بطموح مستقبلي كمحاولة لإنقاذ عائلته من الفقر

الثالث هو الطالب الذي اختار التخصص برغبته، وهو طالب مختلف في كل شيء ويأخذه شغفه في تخصصه إلى تبسيط الأمور لنفسه في كل ما يتعلق بدراسته

من خلال هؤلاء الطُلاب يُسلط الفيلم الضوء على مشاكل المنظومة التعليمية من الداخل، بدءًا من طُلاب لا يرغبون تخصصاتهم، وصولًا إلى مُعلمين يرفضون أساليب طُلابهم الخاصة، إلى أن نصل للعنصرية بين الطُلاب وتصنيفهم من وجهة نظر المجتمع !

الأفكار الواقعية التي وردت في الفيلم

في مشهد بسيط سلط الفيلم الضوء على أساليب التعليم التقليدية المتبعة حتى الأن، وهي التي تعتمد على الحفظ لما في الكتب دون تفكير او تبسيط للأمور، حيث يجبر المعلمين الطُلاب على حفظ الإجابة النموذجية وتسميعها كما وردت في الكتب، والطالب الذي يُفكر ويُبسط المعلومة لنفسه يُصبح في نظرهم طالب مُجادل وفاشل ولا مكان له في الصف!

كذلك سلط الفيلم الضوء على أهمية إختيار التخصص المناسب والذي يرغب فيه الشخص بغض النظر عن أراء المجتمع، حيث برز أهمية حب التخصص والشغف به من خلال الطالب الذي اختار تخصصه مقارنة بالطالبين الأخرين الذين التحقوا بهذا التخصص لأسباب أخرى، وكيف كانت العملية التعليمية ممتعة للأول بينما كانت تحمل الخوف والإنزعاج للأخرين.

وهذا تحديدًا ما نراه بكثرة هذه الأيام، طلاب لا يستطيعون التأقلم في تخصصاتهم التعليمية، يشعرون بالملل فيها وعادة ما يتعرضون للرسوب أو النجاح بدرجات قليلة تكفي لتخطيهم للمرحلة التالية ليس أكثر، وذلك بغرض إرضاء المجتمع او الأباء او أن يُطلق عليهم في تخصص قمة !

النقطة الأكثر أهمية التي ناقشها هذا الفيلم هي أثر المقارنة بين الطلاب وتصنيفهم بأساليب غير لائقة على خلق العنصرية بينهم، حيث برز جانب من التعامل بين الطلاب وبعضهم ورغبة البعض في فشل الأخرين ليُصبحوا هم الناجحون، فبدلًا من أن يُصبح النجاح مقترنًا بالجهد والعمل والتعاون بين الطلاب وبعضهم، أصبح مقترنًا بتشتيت الأخرين والعمل على فشلهم!

إنه من الأفلام التي تم توظيف الكوميديا الساخرة فيها بشكل جيد يُبرز جوانب مختلفة تستحق التفكير في أمرها من كل شخص له علاقة بالمنظومة التعليمية بداية من المسئولين وصولًا إلى الطالب وأسرته !

ما هي أكثر المساوئ التي ترى أن لها أثر سلبي واضح على المنظومة التعليمية في بلادك؟

وما رأيك في أهمية حب التخصص وإختياره في تحسين المسيرة التعليمية للطالب؟