متى يكون اختيار الوسائط التقليدية أفضل من الوسائط الرقمية في التسويق؟

من أهم سلبيات التسويق التقليدي هو المصاريف الكثيرة، فإذا ما أردت تصميم الملصقات وطباعتها ونشرها، لابد أن ذلك يكلف الكثير من الأموال، كما أن الأشخاص الآن لا يأبهون لهذه الأشياء. في حين يمكنك التسويق الرقمي من استعمال الصوت والصورة والكلمة للتسويق لمنتوجك، وهكذا تستهدفين الأشخاص السمعيين والبصريين والحسيين الحركيين، علاوة على إمكانية التواصل مع أناس من مختلف المناطق والبلدان خاصة بعد أن سهلت شركات الشحن ذات الصيت العالمي موضوع التوصيل، كما أن المصاريف المدفوعة قليلة بينما النتائج تكون جد متميزة. مثلا للتسويق لمنتوجك على الانترنيب يمكنك اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الالكترونية أو غيرها، وهذا الأمر ليس مكلفا البتة.

أظن أن التسويق التقليدي سيكون فعالا في حالة ما كنت في حاجة إلى استقطاب حضور محلي لمحاضرة أو حفلة ترويجية في نفس المدينة، أو في حالة كان لديك على سبيل المثال مركز لتعلم اللغات وأردت استقطاب التلاميذ القطنيني بتلك المدينة بالضبط أو المناطق المجاورة لها يمكنك توزيع تلك المنشورات على المدارس.

متى يكون اختيار الوسائط التقليدية أفضل من الوسائط الرقمية في التسويق؟

مع ان التسويق الرقمي هو حاضر ومستقبل التجارة العالمية ، لكن مع ذلك يوجد امرين اساسيين يجب أن لا نتجاهلهما لفهم طبيعة التجارة بعموم وهي:

• ان التسويق بشكل عام يعتمد على نفس المبادئ النفسية والسوسيوثقافية سواء كان تسويقا رقميا او تقليدي
• التسويق الرقمي ليس أهم من التقليدي في شيء، بل هو امتداد له في الجغرافيا وتغيير في الشكل والوسائل فقط وليس في مبادءئ التسويق.
• كل من النوعين هما مجرد وسيلة للدخول الى السوق وتحقيق الارباح وليسا غاية تسويقية في حد ذاتها .

اذا اخذنا هذه الامور بعين الاعتبار، سيتبن لنا نقاط قوة وضعف كل نوع ، وهذا يحيلنا الى نقاط قوة وافضلية الوسائط التقليدية على الوسائط الرقمية في الحالات التسويقية التالية:

• الانتاجات المحلية : في بعض المناطق النائية أو الصغيرة، قد يكون التسويق التقليدي مفضلاً، حيث يعتمد على التواجد المحلي والتواصل الشخصي مع العملاء المحتملين.
• الصناعات التقليدية والحرفية: في بعض الصناعات التقليدية التي لا تعتمد كثيرًا على الوسائط الرقمية، مثل الحرف اليدوية التقليدية والصناعات الفنية، يمكن أن يكون التسويق التقليدي أفضل للوصول إلى الجمهور المستهدف.

• المنتوجات المحددة بالموقع الجغرافي: في بعض الحالات، مثل الفنادق والمطاعم والمتاجر المحلية، يكون التسويق التقليدي مؤثرًا لأنه يستهدف الجمهور المحلي ويعتمد على التواجد المباشر وتجربة الموقع.
• المناسبات والمؤتمرات: في حالات التسويق للمناسبات الخاصة مثل المؤتمرات والمعارض التجارية، يمكن أن يكون التسويق التقليدي فعالًا من خلال المطبوعات والملصقات والمواد الترويجية الأخرى الموزعة مباشرة للحضور.

• في حال رفض المجتمع للتسويق الرقمي اصلا: توجد الكثير من المناطق في العالم التي مازلت غير منفتحة بشطل جيد على الانترنت وتعاني من ندرة في استعماله، مثل المناطق النائية او الفقيرة جدا في افريقيا وجنوب اسيا التي مازالت تعتمد بشكل خاص على السوق الشعبي داخل الجغرافيا الضيقة للقرية .

لا أرى فصلًا بينهما من الأساس. إن التعامل من خلال التسويق الرقمي يعتمد بشكل أساسي على الأفكار التقليديّة للتسويق. إن التسويق يتوقّف على قدرة المسوّق على المواكبة. وبالتالي فإن الأساسيات Basics تمثّل النقطة نفسها في كلا المسارين. لكن الأمر يختلف من غرض إلى آخر تبعًا للأدوات التي ما زالت حيّة وغير تقليديّة بما أننا ما زلنا في حاجة إليها. فأداة مثل الـflyers على سبيل المثال لا تزال تمتلك الأهمية نفسها للمتاجر ذات المواقع الحيويّة. لكنها تعتمد أيضًا على تقسيم شرائح العملاء بشكل أو بآخر. وهكذا. لذلك فالفرق غير موجود أصلًا.

برأيي يمكن تفضيل التسويق التقليدي على الرقمي إذا ما كانت الفكرة إبداعية ولا يمكن تنفيذها بالتسويق الرقمي لأنها تتطلب أدوات لا تتواجد رقميًا، كأن تتطلب مثلًا التعامل وجهًا إلى وجه مع العميل المحتمل.

وهذا اقتناعي الشخصي، التسويق التقليدي يتيح قدر أعلى من الإبداع والابتكار في تنفيذ الأفكار.

النقطة الأخرى التي قد يلجأ عندها صاحب العمل إلى تفضيل التسويق التقليدي على الرقمي هي رغبته في تحقيق مصداقية أكبر ولا يريد أن يُظن الظنون بمنتجه أو خدمته. تعرفين كيف أصبحت حملات التسويق الرقمية مشبوهة وأحيانًا يتم الترويج لمنتجات لا وجود لها. هناك على سبيل المثال الكثير من إعلانات التوظيف التي تقابلني في كل مكان والغرض الحقيقي منها هي الاستفادة الشخصية لصاحب الإعلان وليس التوظيف!

لا يوجد واحد اهم من الاخر التسويق الرقمي والتقليدي مكملان لبعضهما وليس أحدهما أفضل من الآخر. كلاهما مهم ويجب الاعتماد عليهما معاً لضمان نجاح خطة التسويق.

• التسويق الرقمي يمكن أن يساعد في بناء وعي وتوصيل رسالة على نطاق واسع بطريقة أرخص وأسرع. لكن التقليدي أكثر شخصية ويسمح بالتفاعل المباشر.

• يفضل الاعتماد على التسويق التقليدي في المجالات التي تتطلب تجارب حسية مباشرة مثل المطاعم أو المتاجر، أو عند إطلاق منتج جديد.

• يمكن الاعتماد على التسويق الرقمي وحده للمشاريع التي لا تتطلب تفاعلاً وجاهياً، مثل مواقع الإلكترونية.

لذا فالمزيج الصحيح هو أهم شيء، حيث يعطي فوائد كلا النوعين ويزيد من فرص النجاح.

جربت ذلك في العديد من الحالات، وقد نجح معي الأمر في التسويق بالوسائل التقليدية بدل من استخدام الاستمارات الرقمية التي قد تكون اجاباتها أحيانا غير موثوقة ودقيقة، ومستخدمينها مجهولي الهوية أحيانا، أو عند عندما تريدين الوصول إلى فئة عمرية محددة من الجمهور، فإن المنشورات المطبوعة قد تكون أكثر فعالية بالنسبة لهم. كما أنه في بعض الأحيان يمكن للإعلانات التلفزيونية والإعلانات الإذاعية أن تصل إلى جمهور أوسع من الوسائط الرقمية.

ومع ذلك، فإن استخدام الوسائط الرقمية في التسويق له العديد من المزايا. يمكنك الوصول إلى جمهور أوسع وتحديد جمهورك بشكل أفضل باستخدام الوسائط الرقمية، حيث يمكنك استخدام الاستهداف الإعلاني للوصول إلى الجمهور الذي تريد تحقيقه. كما أنها توفر تفاعلا أكبر مع الجمهور وتتيح لك الاستجابة لتعليقاتهم وملاحظاتهم بشكل أسرع وأكثر فعالية.

لذا برأي يا مريم، عند اختيار الوسائط لحملتك التسويقية، يجب أن النظر إلى المزايا والعيوب لكل منها وتحديد ما يناسب احتياجاتك وأهدافك.