شاهدنا ونشاهد كثيراً حملات دعائية ضخمة لكيانات اقتصادية ضخمة، تروج لشيء ما، وتعمل على نشره بشكل كبير بين العامة، ثم لا تمر فترة طويلة حتى نتفاجأ جميعاً بحقيقة هذه الأشياء وأننا كنا نتعرض للخداع طوال الوقت على يد محتالين كان أكبر همهم هو تحقيق أقصى استفادة مالية من هذا الخداع.
إن علوم التسويق الحديثة تعنى بدراسة السلوك البشري في مواقف الشراء وإنفاق الأموال، وكيفية تطويع هذا السلوك في جهل المستهلك يشتري أي شيء حرفياً مهما كان غير محتاج له، وبالتالي فهي توقعنا في معضلة أخلاقية كبيرة، بأنها لا تفرق بين منتج مفيد ومنتج ضار، منتج يقدم منفعة حقيقية ومنتج آخر يبيع الوهم، فكل شيء تقريباً يمكن بيعه والترويج له باستخدام علوم التسويق الحديثة!
إن المغالطات والشائعات وغيرها من أفعال التضليل، يتم العمل عليها بشكل مكثف وكبير، ويساعد في ذلك حب الناس لكل ما هو مثير للجدل وللاهتمام، أياً كان نافعاً أو ضاراً، فيتحقق لهم الانتشار الكبير والشهرة، أما إذا أراد بعض المتطوعون تبني نشر المعلومات الصحيحة وتوعية الناس بالحقائق فإنهم من الممكن أن يتعرضوا لهجوم كبير من العامة فضلاً عن تجاهلهم في كثير من الأحيان.
كيانات كبيرة تبيع الوهم للناس منذ عقود وتزداد ثرواتها على حساب المستهلك، وكيانات أخرى في المقابل تقدم قيمة كبيرة للناس ولكنها لا تحظى بربع ما تحظى به شركات الوهم من الشهرة والانتشار.
فما السبب في رأيك وهل تتفق/تختلف مع هذا الطرح ولماذا؟
التعليقات