قبل الدخول في تجربة شخصية، التبلّد العاطفي هو فقدان القدرة (الخدر نسبيًا) على الشعور سواءً بالسلب أو بالإيجاب، يعني لا انغماس في الحزن أو الألم، ولا متعة بأي نشاطات نحبها. مررت بتجربة سابقًا كانت صادمة إلى حد يفوق قدرتي في هذه المرحلة، كانت فترة ضاغطة جدًا ومؤرقة جدًا جدًا، ولذلك التبلّد أو شبه التبلّد كان آلية دفاعية من مخي لمحاولة التكيّف، والحد من استمرار شعور الألم، وفي الحقيقة، أكاديميًا، التبلّد العاطفي هو أصلًا هدفع منع استمرار الألم، ولكن كجانب سلبي، يفقد الفرد قدرته أيضًا على الاستمتاع بأي أنشطة محببة له.
طيب.. هو قد يستمر من أيام بسيطة لأسابيع، والبعض لسنوات، ولو تحدثنا عن شيوع حدوثه، فهو أولًا يصاحب حالات الاكتئاب من المتوسطة للشديدة، حالات اضطراب القلق بأنواعه (اضطراب كرب مع بعد الصدمة، الوسواس القهري، الفوبيا بأنواعها وهكذا) وطبعًا اضطرابات الشخصية، وكأحد التأثيرات الناتجة عن الأدوية المضادة للاكتئاب (الفلوكستين وأشباهه) ولكن حتى وظائف كالتمريض (ولا سيما الجناح النفسي) وأطباء الطوارئ، هؤلاء رغمًا عنهم يتولد لديهم تبلّد عاطفي، نظرًا لكم الضغوطات النفسية والآلام البشرية التي عليهم استيعابها يوميًا!!
ولو ذهبنا لكيفية علاجه، فبعض حالات المكتئبين يحاولون تجربة أي أفعال خطرة لتحفيز أي شعور، أي ما كان حرفيًا، وحتى في الحالات العادية، تجربة أكل حارق جدًا (شطة) أو مثلجات قوية، لها دور في تحفيز الإحساس عمومًا، ولكن بالنسبة إلينا في مصر مثلًا نقول "البرود أو الكلاحة أحسن حل عشان تعرف تعيش وتكمل"، والمقصود حرفيًا لا تزعل أوي ولا تفرح أوي (وهو نوعًا من التبلّد العاطفي)، فهل نستطيع تقبّل الجانب السلبي له في حياتنا حتى لو كان هو وسيلة النجاة في مرحلة ما؟ وهل لكم تجارب مشابهة؟
التعليقات