عندما نتحدث عن الإدمان، يتجه تفكيرنا فورًا إلى المخدرات أو الكحول. لكن دعوني أتحدث عن الإدمان على المحتوى الإباحي.
هذا النمط من السلوك لا يزال في نظر كثيرين "خطيئة أخلاقية" أكثر من كونه "اضطرابًا نفسيًا". والنتيجة؟ ملايين يعانون في صمت، محاصرين بين الشعور بالذنب ونظرات الإدانة المجتمعية.
علم الأعصاب لا يتعامل مع إدمان الإباحية كذنب، بل كخلل في نظام المكافأة داخل الدماغ. الإفراط في التعرض لهذا النوع من المحتوى يؤدي إلى إفراز مفرط للدوبامين، ومع الوقت، يفقد الدماغ حساسيته لهذا التحفيز، مما يدفع الشخص إلى البحث عن محتوى أكثر تطرفًا أو تكرارًا لإشباع نفس الشعور. هكذا تتشكل دائرة الإدمان القهري، تمامًا كما يحدث مع المدمنين على المواد المخدرة.
المؤلم في الأمر أن هذا الاضطراب النفسي – الذي يُعرف في بعض الدراسات بـ"إدمان السلوك الجنسي القهري" – لا يُقابل غالبًا بفهم أو دعم علاجي، بل يُقابل بالسخرية أو الإدانة الأخلاقية. وهنا، لا نمنع الخطر بل نضاعفه: فالشخص لا يطلب المساعدة خوفًا من الفضيحة أو العار، وتزداد حالته سوءًا مع الوقت.
السؤال الحقيقي هنا ليس لماذا يدمن البعض الإباحية؟ بل لماذا نُدينهم بدل أن نُعالجهم؟
التعليقات