"عدم الشعور بالحاجة إلى النوم، والنشاط الزائد على السوشيال ميديا، والحاجة إلى الكلام أكثر وأكثر،..." هذا ما وصّفت به إحدى المصابات بالنوبة تحت الهوسية حالتها أثناء النوبة.

الحالة التي أتكلم عنها هي واحدة من الحالات التي حين يعرف عنها أي شخص فبنسبة كبيرة سيتوقع أنه مصاب بها.

الهوس الخفيف هو اضطراب مزاجي يتميز بالمزاج العصبي، وزيادة الطاقة وقلة الحاجة إلى النوم، وتسابق الأفكار والسلوكيات المتهورة.. أحيانًا يكون ذلك الهوس بمثابة مقدمة للهوس الكامل، ولكنه يمكن أن يبدأ أيضًا وينتهي من تلقاء خلال مدة قد تصل إلى عدة أيام ولا يكون دليلًا مرتبطًا بشيء.

وقد تقع تلك الحالة نتيجة لحدث مرهق أو صادم، والاحتمال الآخر هو أن يكون لدى الشخص استعداد وراثي للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، وكأن الهوس الخفيف أحد العلامات على ذلك الاضطراب، وقد يكون الهوس الخفيف مجرد حالة ذهنية مؤقتة تنتهي من تلقاء نفسها.

المشكلة التي تواجه الشخص بهذه الحالة هي الخجل الذي يلحق به بعد انتهاء الحالة المؤقتة تلك، فيشعر هو نفسه بغرابة تصرفاته ويدرك أنه كان يبالغ بردود أفعاله وكل تصرفاته وينتقل من حالة الهياج تلك إلى حالة من الهدوء، مما يجعله يلقى استغرابًا ممن لا يتفهمون حالته في محيطه. أعتقد أنّنا جميعًا بلا استثناء نتعرض لذلك في مواقف حياتية معينة، يعلو منحنى إثارتنا ثم نهدأ، حتى أن العامة وجدوا مصطلحًا لوصف هذه الحالة، فيُقال عن الشخص الذي يظهر منه سلوكًا كهذا أنه "فقد الشغف"!

فهل سبق ولاحظت مثل هذا التغير بسلوكك بفترة ما، وكيف يمكن للأشخاص الذين يعانون من النوبة تحت الهوسية إدارة حالتهم؟