رأيت سابقا العديد من الأزواج الواقعين في الحب وأنا أعلم تماما أنهم غير مناسبين لبعضهم وذلك ليس مجرد رأي أو شعور داخلي بل نتيجة لمواقف واقعية، وبخبرة معرفتي بأحد الأطراف، أعلم أنه بالمنطق سيكره هذه التصرفات… كيف لا يرى أن شريكه غير مناسب؟

طبقًا للدراسات التي أجريت على نشاط مراكز العقل في مرحلة الوقوع في الحب وجد الآتي، أن الشخص غالبا ينجذب لأحدهم جنسيا أولا، ثم يشعر أنه في حاجة للتعرف إليه إذا استمر هذا الشعور لفترة، ثم يبدأ التعارف، وفي هذه المرحلة يزداد إفراز الدوبامين بشدة وهو المسؤول عن الشعور بالمتعة والتحفيز لرؤية الحبيب طوال الوقت، ثم يزداد إفراز الأدرينالين والنورادرينالين وهما المسؤولان عن شعور "الفراشات الداخلي" وعدم الرغبة في النوم، وسرعة الانقباضات القلبية.

هذا من جوانب النواقل العصبية والهرمونات، أما بالنسبة لمراكز المخ المختلفة، فنجد أن مراكز التفكير المنطقي والإدراك المعرفي يقل النشاط فيها عن السابق، ويقل النشاط في اللوزة الدماغية المسؤولة عن الشعور بالخطر والتهديد، ويزداد فقط نشاط المراكز المرتبطة بالمشاعر الأخرى، ومعها يزداد نشاط الذاكرة القصيرة، هنا في المرحلة الأولى المخ يرفض أي نشاط قد يكون مسؤولا عن رؤية أي عيوب بل يحفز كل ما هو في صالح التحيزات المتفائلة بالشخص المحبوب.

ثم تأتي مرحلة الاستقرار والهدوء التي يزداد فيها السيروتونين المسؤول عن شعور الاسترخاء والراحة، ويبدأ الشخص في تصور المحبوب في كل خطة مستقبلية ويجعله المخ محور كل الذكريات السعيدة والمواقف المهمة، أي أنه أصبح جزءا من الرؤية الحياتية في المستقبل وقد نشعر بالتوتر الشديد لو فقط راودتنا أفكار بتركه، ذلك لزيادة إفراز للكورتيزول في هذه المرحلة، فيجد الشخص نفسه في مرحلة الاستقرار الفكري بوجود المحبوب.

كيف ترى الوقوع في الحب من وجهة نظرك؟ كيف توازن بين العاطفية والعقلانية لنتمكن من رؤية الطرف الآخر كما هو بميزاته وعيوبه؟