ظاهرة الجاثوم خرافة مؤكدة.. التفسير الطبي لحدوثها

ما هو اعتقادك الشخصي حول الجاثوم؟ أخبرني عن تجربتك مع هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام.

لا أريد بالطبع الدفاع عن فكرةٍ سخيفةٍ جداً كموضوع الجاثوم هذا ولكن أريد عدم تسخيف هذا الأمر منطقياً أيضاً وإدخاله ضمن محاججة فكريّة تقوم على أهم أسس التفكير المنطقي وهو أمر: عدم التناقض. ما الذي أقصده من كلّ ذلك؟ أقصد أننا قد نسخر أحياناً من الذين يؤمنون بظاهرة الجاثوم ونرفع لهم أيادينا المُحمّلة بالأدلّة العمليّة وتفاسير الأمر، نقول لهم هذا هو التفسير فإياك أن تعتقد أنّ هناك مخلوقاً يجثم على صدرك ويمنعك من الحركة، هذه خرافة أثبت بطلانها العلم، وهمٌ تعيشه.

وهنا يأتي السؤال: هل هذا التحليل العلمي ينفي فعلاً وجود هذا التخيّل الأسطوري الذي يتوهّمه الناس؟ ستكون الإجابة: نعم بالتأكيد! وهنا تماماً نقع بالتناقض!

لإنّنا نحنُ نُفكّر بذات الطريقة أيضاً، هل أثبت كيف؟ إليك استعراض لمثال واحد فقط: حين نكون في مستشفى ونرى شخصاً يُنزع الآن ويُحتضَر، يموت أمام أعيننا، هل موته الآن بكل العوامل الجانبية الطبية المؤدية إلى هذا الموت تنفي وجود ملاكٍ يسبب هذا الأمر لتسليم الروح إلى خالقها؟ (نحن نؤمن بذلك، نؤمن أن لا تعارض بين الأمور الطبية ووظيفة الملائكة) هذا ليس حديثاً دينياً بالمرّة ولا أريد أصلاً أن يدور النقاش بفلكه، بل ما أريد حتماً أن نقيّم الأمور دائماً ونزنها بأساليب التفكير المنطقية، بمجرّد ما أعملت عامل واحد في القضيّة (قانون عدم التناقض) استنتجت أمراً كهذا.

الآن أجيب على السؤال: أنا لا أومن نهائياً بالجاثوم ولكن لا أدّعي استحالة وجود هذا الأمر فهو بما بان لي إلى الآن لا يتناقض مع الكشف العلمي.

بصراحة لا أعتني بالتفسيرات الميتافيزيقيّة لظاهرة شلل النوم. لكن على الرغم من ذلك، أجد دائمًا شغفًا كبيرًا في متابعة مختلف معتقدات الأشخاص حول هذا الأمر وتجاربهم معه، ربما نظرًا لاهتماماتي بالسرد والكتابة القصصيّة والحكي. في هذا السياق، نستطيع أن نستشف العديد من الأشياء. منها تصوّرات الأشخاص عن الماورائيّات، وقدراتهم على تحليل الصدمات النفسيّة مع أنفسهم، وغيرهما. لذلك دائمًا ما أفتح النقاش حول هذا الموضوع تحديدًا مع الأصدقاء.

وعلى الرغم من هذا، فإن ما أدهشني هو رد صديق لي في هذا الصدد، حيث أننا كنّا سبعة أشخاص نناقش ما نشعر به خلال تلك اللحظات. وخرج هو باعتراف غريب، حيث أشار إلى أنه لا يعرف عمَّ نتحدّث، وأن هذا الأمر لم يحدث معه من قبل. فهل من الممكن أن يكون قد حدث له وهو لا يستطيع تذكّره أو لا يتسق وصفنا مع إدراكه له؟ أم أن هنالك أشخاص لم تحدث هذه الظاهرة لهم ولو لمرّة في حياتهم فعلًا؟

في البداية فقد قرأت الكثير من التفسيرات في هذا الموضوع وقد تبنيت التفسير الذي تطرحونه. والسبب في ذلك أن الناحية العلمية تبرر هذا الأمر بالعودة إلى حقائق علمية. فالكثير من المواقع والمدونات تحاول تفسير الأمر على أنه تجربة تحصل مع الإنسان كمحاكاة للموت وما هو شبيه بذلك إلا أن العلم فسرها بطريقة عملية ومنهجية. وحقيقة فقد حصل معي هذا الأمر في العديد من المرات وكنت أصاب جدا بالرعب عندما تحصل إذ أن العقل يكون شبه يقظ وواعي بينما الأطراف والجسد نائم وهو ما يسبب حالة من الرعب نتيجة مشابهة هذه التجربة للموت.

لقد عشت هذه التجربة مرة واحدة وأتمنى من الله أن لا تتكرر مرة أخرى. ظاهرة الجاثوم من الظواهر المخيفة و المرعبة حيث يكون الإنسان في حالة شلل تام غير قادر أبدا على الحركة و في نفس الوقت يرى الإنسان هلاوس أو كوابيس مرعبة ويحاول أن يستقيظ أو يحرك أحد أطرافه و لا يقدر. بعد تعرضي لهذه الظاهرة، قرأت العديد من المقالات عنها وتأكدت أنها ظاهرة تحدث بسبب الإرهاق و التفكير الزائد ، كما يزيد حدوث هذه الظاهرة في حالة النوم على الظهر. ولذلك أتذكر حديث الرسول عليه الصلاة و السلام "ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ آﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: (ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﻭﺟﻬﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﻓﻮﺿﺖ ﺃﻣﺮﻱ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﺃﻟﺠﺄﺕ ﻇﻬﺮﻱ ﺇﻟﻴﻚ، ﺭﻏﺒﺔ ﻭﺭﻫﺒﺔ ﺇﻟﻴﻚ، ﻻ ﻣﻠﺠﺄ ﻭﻻ ﻣﻨﺠﻰ ﻣﻨﻚ ﺇﻻ ﺇﻟﻴﻚ ، ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﺖ ، ﻭﻧﺒﻴﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﺖ )"