من منا لم تمر عليه جملة كهذه ولو مرة على الأقل في حياته: "أنت تفكر به الآن، بالتأكيد هو في مكان آخر يفكر بك أيضًا."؟!

هذه الفكرة هي اعتقاد شائع لدى الكثير من الناس. وعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي يدعمها يمكن تفسيرها من خلال العوامل النفسية والاجتماعية. أحد تفسيرات هذا الاعتقاد هي العدوى الاجتماعية. العدوى الاجتماعية هي انتشار الأفكار أو العواطف أو السلوكيات عبر الشبكات الاجتماعية؛ فعندما نفكر في شخص ما قد يدفعنا ذلك إلى اتخاذ إجراء معين مثل التواصل معه أو التحقق من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا بدوره قد يدفع الشخص الآخر إلى التفكير فينا في المقابل مما يخلق دائرة من التفكير المتبادل.

في السياق نفسه يظهر مفوم التخاطر حيث يكفي أن نتبع خطوات بسيطة لجعل الشخص المقصود يفكر بنا وتوصل إليه الفكرة التي نريدها. في الوقت الذي قال فيه البعض إنهم مارسوا التخاطر بالفعل وتمكنوا من تطبيقه، لم يعترف به المجتمع العلمي حتى الآن واكتفوا باعتباره مجرد فكرة تصلح لأفلام الخيال العلمي فحسب.

التخاطر هو القدرة على نقل الأفكار بين الأشخاص دون الحاجة إلى التواصل الجسدي أو اللفظي. قد يبدو هذا غير منطقي ولكن بعض الأبحاث في علم الأعصاب وعمل الدماغ تقربنا من إمكانية تحقق هذا المفهوم بين البشر. فلنتخيل أنه يمكن حدوث هذا بالفعل، ما هي التطبيقات المحتملة له؟

أعتقد في مجال الطب مثلًا سيتمكن المرضى غير القادرين على التواصل اللفظي كمن يعانون من إعاقات شديدة في الكلام من الاستفادة من تطبيقات النظرية، حيث سيسهل ذلك تواصلهم مع مقدمي الرعاية الصحية سواء عن طريق استخدام الحاسوب في قراءة أنشطة مخهم والتواصل معهم بناءًا عليها. لكن على كل حال يبقى تطبيق هذه النظريات (حتى ولو كان بالإمكان) محدودًا بإطارات أخلاقية لما قد يترتب عليه من مخاطر.

هل تؤمن بأن التفكير في شخص ما يعني أنه بالضرورة يفكر بك؟ وما رأيك في هذه النظرية المذكورة، هل تصلح لأن تكون علمًا حقيقيًا يومًا ما ويمكن من خلالها التحكم في أفكار الآخرين وأفعالهم؟