انتشر مصطلح الكيتو دايت منذ نحو أربع سنوات وبلغ أوجه بشدة حتى أصبح حديث كل المهتمين بالرشاقة والتغذية، ما بين مؤيد له تأييدا أعمى؛ وآخر يعارضه بتاتا دونما تفكير.

والحقيقة أن مصطلح الكيتو دايت بدأ في بدايته كنظام علاجي للسيطرة على أعراض مرض الصرع Epilepsy، فقد بدأ الباحثون منذ عام ١٩٢١ ملاحظة تأثير الغذاء المرتفع الدهون منخفض الكارب على تحسين حالات مرضى الصرع وتقليل حدة النوبات لديهم وزيادة مدة الراحة بين نوبة الصرع والنوبة التي تليها، ومن هنا بدأ الكيتو دايت.

الحقيقة أنه كما ذكرنا يعتمد على ارتفاع نسبة الدهون وانخفاض الكربوهيدرات بشدة لما لها من تأثيرات تزيد من نوبات الصرع.

ثم بدأ مع تطبيقه ظهور "الأثر الجانبي" في ذلك الوقت وهو انخفاض الوزن الشديد لمتبعي هذه الحمية رغم ارتفاع استهلاك الدهون الخارجية في طعامهم.

ومع الوقت والتطبيق على أعداد أكبر ظهرت فوائد النظام ومشاكله كالعادة، فلا عسل بدون لدغ النحل.

كمتبعة لنظام الكيتو دايت سابقا وواحدة من أنصاره بشدة يمكنني أن أجزم أن التطبيق الصحيح له كفيل بعلاج الكثير من مشاكل الجسم مثل الصداع النصفي والتهابات القولون والانتفاخات وتحسين الحالة النفسية وتهدئة الجهاز العصبي وغيرها الكثير من الإيجابيات التي عاشها كل من طبق الكيتو دايت بطريقة صحيحة.

وبرغم النتائج المبهرة التي حصل عليها تقريبا كل من اتبع الكيتو دايت، وفي أزمنة قياسية من نزول وزن كبير جدا لتحسن شديد في الحالة العامة والنشاط والتركيز وتحسن معدلات قياس السكر في الدم لمرضى السكر إلا أن الكثير أيضا عانى من مشاكل أثناء اتباع الحمية أو بعد التوقف عنها.

وبعد كل هذا الوقت من التطبيق والدراسات والنقاشات حول الكيتو دايت حان الوقت لنسأل أنفسنا هل نتجت المشاكل نتيجة أخطاء وقع فيها الأفراد أثناء التطبيق نفسه أو حتى أثناء الانسحاب من الدايت أم أن الكيتو دايت كان بداخله العديد من المشاكل ولكن لم نكتشفها إلا بالممارسة؟