واحدة من الأمور المغلوطة لدى بعض الأشخاص هي رؤيتهم المحدودة للقلق أو الضغوط النفسية بصفة عامة، إذ يرون أن وجود مثل هذا المشاعر ما هو إلا اضطراب ينبغي مواجهته والتغلب عليه. 

إلا أن الأمر ليس بتلك الصورة، فليس كل قلق هو اضطراب قلق المرض. بالعكس تمامًا يوجد نوع من القلق لابد أن نشعر به، بل يعد كحافز لدى بعض الناس. 

بالنسبة لي فأنا شخصية أحب القلق نوعًا ما، أو ربما أفضله في بعض المواقف لأنه يدفعني لزيادة الإنتاجية والتطوير من نفسي. وهكذا الحال مع شريحة معينة من الأشخاص الذين يميلون إلى وجود الضغط النفسي لأنه يشعرهم بنوع من القلق لنسميه القلق الطبيعي. 

ولكن هنا بالتحديد علينا الوقوف والتأني قبل الانجراف داخل عالم القلق الطبيعي للحد الذي يوصل إلى القلق المرضي. فمن الطبيعي تمامًا أن يقلق أغلبنا قبل الامتحانات أو المقابلات الهامة، أو نقلق من إحدى المواقف الغامضة أو المخيفة. فهو رد فعل للتوتر الناتج من تلك المواقف، واستجابة طبيعية للشعور بالخوف. وبناءً على شعور البعض بالقلق الطبيعي تختلف ردة فعل الأشخاص، فمنهم من يمنعه القلق من التقدم ومنهم من يدفعه للاستمرار. ولذا فمن المهم تدريب النفس على الاستجابة للقلق الطبيعي بصورة جيدة بحيث نستفيد منه دون أن يضرنا.

أما إن استمر القلق الطبيعي في منعنا من التقدم ووضعنا في حالة من الخوف الدائم، فهنا يمكن القول بأننا على مشارف نوع أصعب من القلق، ألا وهو القلق المرضي مثل الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا.

يحتاج القلق المرضي إلى تشخيص الطبيب النفسي، فلا يمكن وصف ما نعانيه بأنه قلق مرضي إلا بعد مدة، وبعض الأبحاث أشارت إلى وجود القلق مدة لا تقل عن ست أشهر كي يتم تشخيص المريض به.

وتتشابه أعراض القلق المرضي مع القلق العادي، إلا أنها تستمر فترة أطول من المعتاد وهي كالآتي:

  • اضطرابات المعدة واضطرابات النوم.
  • الصداع والهلع.
  • الانفعال وصعوبة التركيز.
  • الشعور بالخوف والتوتر بصورة كبيرة.

وسؤالي هو: إن كنتم قد عانيتم القلق الطبيعي من قبل، كيف تصرفتم حينها؟ وهل تفضلون وجود القلق في بعض المواقف ليكون حافزًا لكم؟