على الرغم من أن مرض السرطان أصبح أكثر انتشارًا في هذه الفترة، إلا أن تلقي التشخيص لا يزال يمثل صدمة بالنسبة للكثيرين.
لذا تخيّل نفسك بأنك طبيب نفسي أو شخص ملم بالمعرفة التي تؤهله في تقديم نصائح لمساعدة المرضى على تجاوز صدمتهم الأولى، فما هي ما هي النصيحة الوحيدة التي ستقدمها له؟
لدي تجربة طويلة مع ابن خالتي الذي توفيّ في عام 2014 بسرطان دم "لوكيميا" وكُنّا قد تعاملنا مع الموضوع بحسب توصيات الدكتورة بهذه الطريقة، أن نُخبره الاسم الطبي المُخفف لهذا الأمر: ابيضاض دمّ
فقالت لهُ الدكتورة بأنّ مرضه هو ابيضاض دم قابل للشفاء بسهولة لإنه في مراحل مبكرة جداً، سيحتاج منّا تدخّل سريع، ولكنها أصرت على التالي:
ولاحظنا أنّها أضافت للعلاج مضادات اكتئاب وأكلته المفضلة رغم أنها كانت من سكّر "دانيت" والسكر ممنوع بمثل هذه الحالات ولكنها كانت مهتمة بطاقته، ويبدو أنّ هذه الطريقة ساعدته فعلاً على تقبل الأمور بشكل سلس.
عظًم الله أجرك أخي ضياء في ابن خالتك. ولكن هل كان هنالك أثر ملموس لما قمتم به من تخفيف وطأة الصدمة و تهوين اسم المرض وكل ما فعلته الطبيبة من مكافحة ذلك المرض؟ أعني، هل فعلاُ النفسية المتقبلة الراضية وممارسة الحياة بنشاط كان شيئا لم كن يجدي في مثل هذا الحالات؟
أنا شعرت فعلاً بأنّ هذا قد أثّر فيه فعلاً وجعله قادر على تحمّل مسؤولية مرضه والتعامل معه بكل عمليّة، لم يكن راضي 100% لكن هذه الطريقة جعلته قادر على التعامل مع الأمر وهذا بالنسبة لنا أكثر حتى من مُرضي، لإننا كنا نخاف أصلاً أن ينهار عصبياً.
، المرض صعب ولكنه قابل جداً وبنسبة 90% للشفاء بحالتك ويحتاج لنفسية حلوة وهنيّة لمتابعة العلاج وعرضت عليه أفلام ليتابعها وحكت لهُ عن أهمية طاقته الإيجابية.
هل النسبة كان مبالغ بها أم أنه حقًا كانت نسبة الشفاء 90% ؟
أشارت الدراسات الرسمية في الفترة الأخيرة إلى أن التدخل المختص من الطبيب نفسي لمريض السرطان هو أمر حتمي وضروري، ويعتبر جزءًا أساسيًا من عملية العلاج. لكن الأبحاث كلّها تعتمد على أهمية اتباع الحدود المعروفة للمنهج العلمي، والتي تعتني بتطبيق نوع معيّن من العلاج النفسي هو ما يجب الاعتماد عليه فيما يخص مرضى السرطان، وهو ما يدعى بالـCBT أو العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy).ويعتمد هذا النوع من العلاج النفسي باختصار على الربط العلاجي بين الأفكار والمشاعر والإحساس الفيزيائي بالجسم. وبالتالي فإن تطبيق هذه الآلية الموصى بها لمرضى السرطان بالتحديد يجب أن يتم على الفور بالاستعانة بمتخصص، لأن التطبيق الخاطئ أو غير المنهجي لها قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية قد لا يتحمّل إرهاقها المريض.
وهو ما يدعى بالـCBT أو العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)
هل تنجح هذه الالية؟ أعرف أشخاصًا ذهبوا للطبيب نفسي ولكن لم تكن هنالك نتائج ملموسة على صحتهم النفسية. وانتظروا قضاء الله؟ ربما لو أخبرنا المريض بأن يعيش وقته المتبقي بسعادة لكان أفضل؟
إن التواصل السليم بين المريض والطبيب يقوم على المكاشفة والاحترام المتبادل ، بالنسبة لي من المهم أن يعرف المريض بمرضه ، أرى أن أنسب طريقة لإخباره بالمرض هي الطريقة المباشرة ، بعد التشخيص فوراً بحيث يقوم الطبيب باستدعاء المريض و ذويه ويخبرهم بالمرض بالإضافة الى إمدادهم بكافة المعلومات بطريقة إنسانية محترفة، فعلى الطبيب أن ينتبه الى مشاعر المريض وذويه من الضغط الذي لا مفر منه بسبب تلك المعلومات، الى جانب إعطائهم الأمل حتى وإن كانت فرصة الشفاء ضعيفة .
بالنسبة لي من المهم أن يعرف المريض بمرضه ، أرى أن أنسب طريقة لإخباره بالمرض هي الطريقة المباشرة ،
هل ترى أن الطبيب هو الذي عليه إخبار المريض مباشرة، دون أي تجهيز؟
يختلف الأمر من مريض إلى آخر، هناك من يكون على دراية بوضعه الصحي، وربما حتى يشعر بأنه مصاب بنوع من السرطانات.
لكن هناك فئة أخرى نفسيتها هشة، وربما معرفتها بالمرض هكذا دون مقدمات يجعلها تنهار ولا تتحمل، وإن بدا أن الصراحة والصدق حل أمثل.
هل ترى أن الطبيب هو الذي عليه إخبار المريض مباشرة، دون أي تجهيز؟
عندما يقوم الطبيب بإخباره بالمرض بالإضافة إلى إعطائه الأمل في العلاج و الشفاء وهذا ضروري جداً ، سوف يتدارك المريض الأمر وسيتعلق ببصيص من الأمل في أمر شفائه حتى وإن كانت نفسيته هشة ، و سيستمع لكلام الطبيب لأنه هو الوحيد الذي يعلم بحالته وكيفية علاجه .
نعم ، سيمثل له صدمة بالبداية ، تخيل معي إذا أخبره أحد أقاربه أو معالج نفسي بمرضه ألن يُصدم ؟!
سيُصدم بالتأكيد ، ولكن إن أخبره الطبيب و أخبره بالعلاج ونسبة الشفاء العالية و أنه سيصبح إنسان متعافي كما تعافى الكثير من قبله فسيتقبل الأمر و سيتردد في ذهنه أن الطبيب هو أدرى بالأمر وسيخضع للعلاج. أما المعالج النفسي يكون الخطوة التالية أي بعد إخباره بمرضه لكي لا يفقد الأمل وحتى يبقى قوياً رغم كل الألم .
مرض السرطان من الأمراض الإنسانية أو التي تتطلب منك التعامل مع المريض بتعاطف وأن تضع نفسك مكانه، وتتعمق في الحالة النفسية التي يمر بها.
إذا كنت تسأل عن النصيحة الوحيدة التي سأقدمها له فستكون تذكر أن العامل النفسي مهم جدًا للشفاء؛ فساعدنا حتى نتمكن من مساعدتك.
من المؤكد أن عرض أمثلة لحالات كانت تعاني من نفس مرضه وشُفيت وعادت إلى حياتها الطبيعية سيكون له أثر إيجابي كبير عليه.
التعليقات