تعد عبارة "الرياضة تدمر الركبتين" من أكثر العبارات التي تتداول بين الرياضين، وبالأخص المبتدئين منهم. كما أنها تنتشر بين الناس في العموم على هيئة تحذير من العمل والمجهود عند الإحساس بالآم الركبة. ولكن ما مدى صحة تلك العبارة؟ 

توجد العديد من الدراسات التي تشير إلى إمكانية التأثير الضار على الركبة في أثناء ممارسة الرياضة، ولكن بعضها يشير إلى احتمالية هذا الأمر في حالة المبالغة والإفراط في ممارسة الرياضة فقط. وعلى الجانب الآخر توجد دراسات تقول بأن ممارسة الرياضة تؤثر بالإيجاب على صحة الركبتين وتكون كعامل وقائي لا مرضي. وقد مررت بتجربة شخصية حينما عانيت آلام الركبة طوال فترة دراستي الجامعية، وكان رأي استشاري العلاج الطبيعي أن أمارس بعض التمارين لتقوية بعض العضلات مثل الساق والركبة وبالفعل كان الأمر مثمرًا للغاية.

ويمكننا القول بأن فوائد ممارسة الرياضة بالنسبة للركبتين تتعدى المخاطر التي ربما تحدث في بعض الحالات، إذ تزيد الرياضة وبناء العضلات من نسبة الميتوكوندريا في الجسم وهي خلايا تمد الجسم بالطاقة، مما يرفع من معدلات اللياقة البدنية ويجعل العظام أكثر كثافة وأقل تعرضًا للهشاشة.

وبالحديث عن الغضاريف، نجد أن بعض الأشخاص ينصحون مصابي ضعف الغضاريف أن يتوقفوا عن بذل المجود. في حين أن هذا يؤدي إلى تجويع الغضروف لا تقويته. فالغضروف كما نعرفه نسيج يمتص الصدمات ويزداد قوة عند استخدامه سواء بالعمل أو الرياضة، بينما يضعف ويصبح هشًا إن اعتمدنا على الكسل والخمول، أو تقدمنا في العمر بطبيعة الحال. ولذا فإن تمارين تقوية الغضروف أو أي رياضة بسيطة هي أمر إلزامي لأغلب العاملين في مجالات العمل الحر، إذ إن بقائهم جالسين أمام أجهزة الحاسوب معظم اليوم دون تحريك أرجلهم يمكنه أن يؤدي إلى تجويع الغضروف في النهاية.

ومن الحلول المنطقية لآلام الركبة بعد التمرين هي تخفيف الأحمال أو إعادة توزيع وقت التدريب بحيث لا نحمل المفصل فوق طاقته، وفي الوقت ذاته نمارس الرياضة بانتظام.

ماذا عنكم هل عانيتم آلام الركبة في أثناء ممارسة الرياضة من قبل، وما هي أساليبكم المتبعة للحد من تلك الآلام؟