يصفه بعض الناس بالشعور بالفراغ أو اليأس، بينما يشعر آخرون بسببه بالعزلة. وقد يشعر البعض أيضاً كما لو أنه ليس لديهم مستقبل أو أن هناك حاجزاً غير مرئي يمنعهم من الانضمام لمن حولهم.

إنه الخدر العاطفي الذي قد يمنعك من التعبير عن مشاعرك أو حتى الإحساس بها أو فهمها.

وعلى الرغم من أن الشعور بالخدر العاطفي قد يكون مؤقتاً عند التعرض لموقف معين أو المرور بفترة صعبة، إلا أنه قد يصبح بالنسبة للبعض استراتيجية لحماية أنفسهم من المزيد من الألم العاطفي أو الجسدي، مما قد يتسبب بعواقب نفسية وعقلية طويلة الأمد

أعراض الخدر العاطفي

الخدر العاطفي يعني أن الشخص غير قادر على اختبار مشاعره بشكل كامل وصحيح. وبدلاً من ذلك، قد يشعر وكأنه معزول عن عواطفه.

وفقاً لموقع Medical News Today، تتضمن بعض العلامات والأعراض التي قد ترتبط بالخدر العاطفي ما يلي:

  • الشعور بالانفصال عن الجسد أو الأفكار.
  • الشعور بالانفصال عن العالم الخارجي.
  • إحساس مشوش بالوقت.
  • صعوبة التواصل مع الآخرين.
  • انخفاض القدرة على الإحساس والاستجابة للعواطف والإشارات الجسدية.
  • المعاناة من عدم القدرة على المشاركة الكاملة في الحياة.
  • الشعور بالابتعاد أو الانفصال عن الآخرين.
  • صعوبة في تجربة المشاعر الإيجابية مثل السعادة.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها.
  • تفضيل العزلة على التواجد مع الآخرين.

قد يستخدم الأشخاص الذين يعانون من الخدر العاطفي استراتيجيات لمقاومة مواجهة مشاعرهم، حتى لو كانوا يفعلون ذلك دون وعي.

كما أنهم قد يستخدمون سلوكيات تجنب ويبتعدون عن أشخاص أو مواقف معينة لأنهم يكونون في حالة إنكار، وهي آلية دفاع شائعة يستخدمها الناس لتجنب المحفزات العاطفية والمشاعر السلبية.

أسباب الخدر العاطفي

يمكن أن يحدث الشعور بالخدر العاطفي نتيجة للألم الجسدي أو العاطفي. ففي محاولة لحماية أنفسهم من التعرض للأذى مرة أخرى، قد يقوم البعض بفصل أو تخدير المشاعر المتعلقة بالموقف.

عندما يحدث هذا، قد يشعر الشخص براحة مؤقتة تسمح له بالمضي قدماً. لكن مع مرور الوقت، يمكن أن تبدأ هذه الدرع الواقية في عرقلة التواصل مع الآخرين وظهور العديد من المشاعر السلبية.

أما بالنسبة للأسباب فهناك العديد من العوامل التي قد تجعلك تشعر بالخدر العاطفي :

  • القلق

قد يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات القلق من الخدر العاطفي كرد فعل لمستويات التوتر العالية للغاية أو الخوف أو القلق المفرط. ترتبط المستويات العالية من القلق بتجنب المشاعر الإيجابية والسلبية على حد سواء.

اضطراب الشخصية الحدية (BPD)

قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية فترات من الانفصال العاطفي أو الخدر. قد يبدو الأمر كما لو أن مشاعرهم لا تنتمي لهم.

  • الفقد

عند التعامل مع الموت، قد يمر الشخص بفترة يشعر فيها بالانفصال التام عن عواطفه.

  • الكآبة

إن الأشخاص الذين يمرون بنوبات اكتئاب قد يكونون أقل انسجاماً مع مشاعرهم، أو يعانون من ضعف في المشاعر. إذ تؤدي المستويات المرتفعة من الاكتئاب واضطراب المزاج إلى ميل أكبر للخدر العاطفي.

  • الأدوية

يمكن أن يكون الشعور بالخدر العاطفي من الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تعالج الاكتئاب والقلق.

  • الإساءة العقلية أو العاطفية

تشير الدراسات التي قامت بها جامعة هارفارد عام 2014، إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للإيذاء العاطفي عندما كانوا أطفالاً هم أكثر عرضة للإصابة بخلل في التنظيم العاطفي، بما في ذلك الخدر العاطفي.

  • الضغوط الكثيرة 

يمكن أن ينتج الخدر العاطفي عن مستويات عالية من التوتر إذا كنت تشعر بالإرهاق النفسي أو الجسدي.

  • العنف الجسدي

قد يشعر الأشخاص الذين يتعرضون للإيذاء الجسدي بالخدر العاطفي. ويمكن أن يكون الشعور بالخدر آلية للتكيف لتجنب التعامل مع موقف خطير ومخيف.

  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

يلجأ بعض الناس إلى التخدير العاطفي كطريقة لإدارة الألم العاطفي والجسدي. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن يظهر هذا كتجنب الأفكار أو المشاعر أو المحادثات المتعلقة بحدث صادم.

  • انفصام فى الشخصية

قد يمر الأشخاص المصابون بالفصام بفترات من الوقت يشعرون فيها باللامبالاة الكاملة أو عدم الاهتمام بالإضافة إلى الخدر العاطفي.

خيارات العلاج واستراتيجيات التأقلم مع الخدر العاطفي

قد يساعد الخدر العاطفي بعض الأشخاص في التغلب على المشاعر الصعبة، ولكنه قد يؤثر أيضاً على قدرتهم على اتخاذ القرارات والتواصل مع الآخرين لذلك فهو يستوجب التدخل للتخفيف منه وعلاجه أحياناً.

وفقاً لموقع Healthline للطب والصحة، قد يشمل العلاج اتخاذ قرارات تتعلق بنمط الحياة، أو تجربة العلاج النفسي، أو تناول الأدوية.

  • تغييرات في نمط الحياة

قد تساعد الاستراتيجيات التالية في تخفيف التوتر الذي قد يؤدي إلى خدر عاطفي مؤقت..

  • القيام بنشاط بدني منتظم.
  • القيام بتمارين الاسترخاء.
  • تناول نظام غذائي صحي.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • مناقشة المشاعر التي نحس بها مع شخص مقرب وطلب المساعدة عند الحاجة.
  • العلاج النفسي

إذا لم يساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة، فقد يوصي الطبيب بالعلاج النفسي.

على سبيل المثال، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص على فهم كيفية تأثير أفكاره ومشاعره على سلوكه. كما يمكن أن يساعده ذلك على تعلم التعامل مع المواقف بطريقة جديدة، مما قد يساعد في تقليل القلق.

هناك العديد من أنواع العلاج النفسي المتاحة، وسيعتمد الخيار الأفضل على احتياجات الفرد. 

  • الأدوية

لا يوجد دواء محدد لعلاج الشعور بالخدر العاطفي، ولكن تناول دواء لعلاج حالة كامنة تسببت به مثل الاكتئاب، قد يساعد.

في بعض الحالات، قد يكون الحل هو التوقف عن تناول الدواء أو تبديل الأدوية، إذا بدا أن الدواء نفسه يتسبب في الخدر العاطفي.

قد يصف الطبيب دواءً إذا كانت الأعراض شديدة أو كان لها تأثير كبير على حياة الشخص اليومية لفترة طويلة أو في حال كان لدى الشخص اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب.