كما في العنوان، أريد أن أشارك معكم المعلومات حول وباء التهاب الكبد بين الأطفال، والسبب الحقيقي، هو مكالمة البارحة بيني وبين أحد الزميلات بشأن عمل ما، وأثناء المكالمة وجدتها تبكي لأن ابنتها تعاني من أعراض، وجدتها بيني وبين نفسي قريبة من أعراض التهاب الكبد المُعلن عنها، وعندما سألتها هل توجهتِ للطبيب، كان الجواب نعم وسيبدأ بإجراء تحاليل للكبد وإن لم تتحسن الحالة ستُحجز بالمشفى، طبعا حالة الأم مزرية، حاولت تهدئتها وأن ابعث بها بعض الاطمئنان، لكن أصبحتُ أكثر تخوفا وقلقا لذا سأشارك معكم هذه المعلومات عن المرض، فالوعي هو أحد الحلول التي قد تحد من انتشار أي وباء.
ففي بداية الشهر الحالي، كان هناك استفسارات ونقاشات في المجتمع الطبي حول حالات التهابات الكبد الغامضة وغير المفسرة في الأطفال، إذ إن المملكة المتحدة أعلنت عن ظهور حالات على أراضيها، ثم أعلن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن ظهور حالات مشابهة بعدة دول أوروبية بجانب ظهور حالات في ولاية ألاباما الأمريكية.
وجميع الحالات المرضية من الأطفال تتراوح أعمارهم من بين 11 شهر وحتى 13 عام، ولقد خضعت 6 حالات من المصابين لعملية زرع كبد.
ووفق تصريحات منظمة الصحة العالمية، أن جميع الحالات لا يوجد لديها تاريخ سفر، وتوجد حالة واحدة فقط مرتبطة وبائيا، وتتمثل الأعراض بارتفاع في إنزيمات الكبد بشكل ملحوظ مع ظهور بعض الأعراض مثل الصفراء، والقيء، والإسهال، ولقد استبعدوا إصابتهم بالفيروسات الكبدية المعروفة مثل A,B,C,D,E.
وبحثا عن السبب لهذه الإصابات غير المبررة ومجهولة السبب، تجري العديد من الجهات بالدول التي أعلنت الإصابة أبحاثا طبية حول الحالات المصابة وإجراء تحاليل توضح العوامل المسببة.
ومن أكثر الدول حرصا هي المملكة المتحدة ربما لأن بها أكبر عدد من المصابين، ووجدت من خلال التحاليل أن هناك علاقة بين الفيروسات الغدية والتهابات الكبد عند الأطفال، إذ إن ثلاثة أرباع الأطفال البالغ عددهم 53 قد أعطوا نتائج إيجابية للإصابة بالفيروس الغدي، الذين خضعوا لاختبار للكشف عن الفيروس الغدي في المملكة المتحدة عادت نتائجهم إيجابية. وأيضا تم العثور على فيروس كورونا في سدس الأطفال الذين أجروا الاختبار.
وببساطة الفيروسات الغدية هي عائلة كبيرة من الفيروسات والتي تسبب مجموعة من الأمراض منها التهابات الجهاز التنفسي والتهابات الأمعاء.
الغريب أن الفيروسات الغدية لم يٌعلن من قبل أنها تسبب التهاب كبدي كعرض، لذا الأمر محير نوعا ما، لكن كون الإصابة بالفيروس الغدي كان مرتفع بانجلترا خلال الأشهر الماضية تم ربط الحدثين سويا، ووفق النتائج كانت كما وضحت بالأعلى.
وحتى الآن لا توجد إجابة شافية توضح السبب، وما زال هذا الوباء قيد الدراسة.
لكن ماذا عنا بالوطن العربي، هل نحن بعيدون أم أننا دوما متأخرين في التصريح عن حالات الإصابة مثلما حدث بكورونا، ما هي الأحوال ببلادكم ومحيطكم؟
التعليقات