كثيرا بتعاملاتنا سواء بالعمل أو حتى بحياتنا الشخصية، نبني افتراضات حول الشخصيات التي نتعامل معها بناءً على صفة واحدة أساسية سواء كانت إيجابية أو سلبية أدركناها خلال أول تعامل معه.

وهذا مررت به فعليا عندما التحقت بأحد الأكاديميات المتخصصة للتعلم، وكانت هذه الأكاديمية تروج لنفسها كم خلال الكثير من الرسائل الإيجابية التسويقية المؤثرة حول أهمية العميل، كل شيء جعلني أتصور شركة تدار بحنكة وذكاء ولا يهمها سوى العميل كما يقولون ويروجون، حتى انضممت للعمل معهم، وهنا كانت الصدمة، كل الصورة التي كونتها حولهم خاطئة، وللأسف لم أكن أنا وحدي، بل الكثير ممن تعامل معهم وقع تحت هذا التأثير، حتى أدركت ذلك وانسحبت من هذا العالم المزيف.

هذا هو تأثير الهالة باختصار، هو نوع من التحيز المعرفي حيث يتأثر إدراكنا لشخص ما بشكل إيجابي بآرائنا حول السمات الأخرى ذات الصلة بهذا الشخص. بمعنى آخر الميل إلى السماح لسمة واحدة محددة أو انطباعنا العام عن شخص أو شركة أو منتج للتأثير بشكل إيجابي على حكمنا على سماتهم الأخرى.

باختصار تخلق السمة السلبية أو الإيجابية التي نتصورها حول الشخص 'هالة' من الانطباع العام عن نفس الشخص والتي قد لا تمت للواقع بصلة.

لقد أدرك عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك لأول مرة تأثير الهالة مع الأدلة التجريبية في عام 1920 في مقالته، بناءً على  ملاحظات ثورندايك لضباط الجيش أثناء التجارب التي شملت مرؤوسين 'رتبة' من الرجال. قبل أن يتواصل الضباط مع مرؤوسيهم، كان ثورندايك قد جعل رؤسائهم يرتبونهم بناءً على سمات الشخصية. وشملت هذه القدرة على القيادة والذكاء بناءً على النتائج، أشار ثورندايك إلى أن السمات الإيجابية والسلبية التي شكلها الضباط تستند إلى سمات غير مرتبطة بالانطباعات الجسدية.

 على سبيل المثال، كان يُنظر إلى المرؤوس الطويل والجذاب على أنه الأكثر ذكاءً. كما تم تصنيفه على أنه 'أفضل' بشكل عام من الآخرين. وجد ثورندايك أن المظاهر الجسدية هي الأكثر تأثيرًا في تحديد انطباعاتنا العامة عن شخصية شخص آخر.

ونحن بلا شك نتعرض لهذا التحيز، ما أشهر مقولة الحب من أول نظرة، على أي أساس كان هناك حب من أول نظرة، ما الذي اكتشفته أول نظرة إلا المظهر، وهذا الأمر منتشر جدا، إعجاب بشخص فقط من أجل وسامته، أو مظهره الخارجي المهندم وهذا يذكرني بمشهد في مسلسل عايزة أتجوز لهند صبري، عندما ركبت الحافلة وجلست بجوار شاب في كامل أناقته ورونقه، فأعجبت به جدا لدرجة أنها رسمت صورة وردية حوله وبنهاية المشهد اكتشفت أنه لص سرق أموالها.

لننظر للأمر برمته، المشكلة تكمن هنا بأن هذا التأثير يؤثر بشكل مباشر على قرارتنا سواء بعلاقاتنا الشخصية وببيئة العمل وتقييمنا لزملائنا وحتى بالمنتجات التي نشتريها.

لذا أردت معرفة تجاربكم هل سبق ووقعتم تحت تأثير الهالة، وما هي مقترحاتكم التي تجعلنا نتخلص من هذا التأثير ونتجنبه؟