متلازمة التكيف العام: الاستسلام لضغوطات الحياة

المسألة كيف زال قلقك؟

زال بزوال مسببه، والإنخراط في الحياة الإجتماعية بشكل أفضل.

حين أجد أي شخص أو شيء يجلب لي التوتر أو به مشاكل بصفة عامة، ليس لدي إشكال بالتخلي عنه فورا دون أي تفكير، ففي النهاية الأمراض النفسية يكون سببها عدم القدرة على التخلي، والتعلق الواهي..

برأيي إن أصعب أنواع القلق والضغوطات النفسية ما كان سببه شخص آخر، ربما لو كان السبب وظيفة أو دراسة فسيزول الأمر بشكل أسرع

ولكن أن يتسبب أحدهم في ذلك، حينها يصبح من الصعب علينا التخلص من تلك الضغوطات بطريقة سريعة

المشكلة هنا تكمن في رؤيتنا الداخلية لسبب هذا القلق، ربما نظلم أحدهم لإعتقادنا أنه السبب الوحيد في ضغوطاتنا النفسية، على الرغم من وجود مسببات أخرى لا تراها أعيننا في ذلك الوقت.

ولا أعني بالتأكيد مدرّبي التنمية البشرية أو المستغلّين في هذه المجالات، وإنما أعني بهذا الأشخاص الدارسين المعنيين بالتأهيل النفسي والـLife Coaching.

الكثير من مدربي الـLife Coaching يستغلون الأزمات الشخصية، فمن لا يجد وظيفة حاليًا قد يعمل في هذا المجال، وبالتالي أصبحت تلك المهنة غير مرغوبة بعد أن كانت من ضمن الخيارات أثناء البحث عن الطب النفسي البديل.

الأمر شخصي للغاية، ويجب أن نجد حلولًا له في إطار تجربتنا الشخصية، دون الاستعانة بنماذج أخرى لأشخاص آخرين لا يمكن أن نطبّق حياتهم وتجربتهم علينا.

ولكن يا علي العلاج قد لا يعتمد على التجربة الشخصية، فهناك خطوات تتشابه في أغلب الحالات ويكون لها أثرها في الشفاء مثل:

1. المشاركة مع المجتمع والدخول في عدة أنشطة اجتماعية.
2. محاولة التقرب من الأهل والأصدقاء والعمل على تحسين العلاقات مع الآخرين.
3. النوم بشكل جيد، الطعام الصحي، ممارسة الرياضة بشكل شبه يومي.

أعتقد أن هذه الأمور لن تضر الشخص وستفيده مثلما أفادت غيره.

لكن بالمقابل، دوما ما أواجه التوتّر الذي ينتابني و أتغلّب عليه

من الجيد أن يواجه الشخص ما يؤلمه ويحاول النجاة منه.. عن تجربتك الشخصية سمية، كيف أمكنك التغلب على هذا التوتر والإمساك مرة أخرى بذمام الأمور؟

 لكنّني أؤمن بشدّة أن هناك أمورا في هذه الحياة من الصّعب جدّا تجاوزها، ولا مفرّ من يشعر صاحبها بالاستسلام لفترة ما، ليعود بعدها بتفاؤل و يخرج من حالة الاحباط تلك.

ذكرتيني بتلك الحكمة " أعلم أن لكل شدة مدة، وأن على قدرالشدة تنزّل المؤونة"

تلك الأمور الصعب تجاوزها لا يُلام المرء على تعبه النفسي بسببها، ولكن بسبب كثرة الإهتمام في الوقت الحالي بالمرض النفسي، أصبح الناس لايدركون الفرق بين ما يمكن تجاوزه سريعًا وبين ما سيأخذ وقته ثم يمر.

 لكن لو قلنا له بما شعرت لحظتها سيعيد ذاكرته و يعيشه الموقف كأنه مر عليه اليوم

إن قص الشخص كل لحظات قلقه السابق فهذا يعني أنه لم يتجاوزه، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة التكيف العام دون أن يعلم.. هذا هو لُب موضوعنا عفيفة.. طالما تذكرت كافة التفاصيل، فأنت لاتزال في ناقوس الخطر.

 ما خلفته التكنولوجيا الرقمية من أثار سلبية، العنف الرمزي واللفظي عبر الفضاء الإفتراضي وحده سيسبب للفرد قلقا يظاهي تعرضه للعنف الجسدي أو أكثر.

معكِ حق في ذلك، التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وما يواجهه المراهقون تحديدًا من تنمر إلكتروني أو ضغوطات على مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن يؤدي بهم إلى الإصابة بالقلق المزمن، والخوف من كل شيء.

دائما أحاول أن أقنع نفسي بعبارة محفزة، ما أتعرضه له من قلق اليوم سيخف غذا، وكأنه لم يكن.

يمكن أن تنفع تلك الجملة مع التوتر الخفيف بسبب إحدى المواقف، ولكن التوتر الدائم يحتاج إلى أكثر من ذلك.

 وأول ما يجب عمله هو فهم هذا القلق وأسبابه ومعرفة الظرف الذي سببه، وحدته ومدى تأثيره على نفسيتنا وتفكيرنا، ثم يمكن لنا أن نعالج قلقنا بأنفسنا أولاً

لا أعتقد أن الإنسان في حالة قلقه سيتمكن من فعل كل ذلك بنفسه، خاصة في القلق الزائد الذي قد يؤدي به إلى الإصابة بمتلازمة التكيف العام.

كل تلك الأمور تحتاج إلى تدخل طبيبي نفسي، ليقتلع الأمر من جذوره، وإلا لو حاولنا نحن ذلك ربما سيزداد القلق بسبب كثرة التفكير في مسبباته.

 برأيك هل يمكن للتوتر استخدامه في انتاج ما هو مفيد وإنجاز أعمال جديدة؟

من كل ظلام قد يخرج النور، حتى وإن كان القلق مزمنًا فيمكن للشخص محاولة إستغلاله لإنجاز كل ما أعماله وتحقيق النجاح.

مثل من يخاف من سرطان الجلد ويقلق منه بشكل كبير، تجده أكثر الأشخاص استخدامًا لمنتجات الحماية من الشمس، وهكذا تحول قلقه إلى شيء مفيد بنسبة ما.