نعلم جميعا أن فكرة تناول أدوية لعلاج المرض النفسي يقلق منه الكثيرين ولا يحبذونه كأول طريق للعلاج، لذا يطرقون بدايةً المعالجة النفسية والإرشاد، بعيدا عن الأدوية، وقد يحتاجه بعض المرضى بعد الانتهاء من كورس علاجي محدد ليساعد في تأهيله نفسيا،  وذلك عن طريق حلقات من المرضى يقودها المعالج النفسي باستخدام تقنيات مختلفة للعلاج، وأحد هذه التقنيات والتي لفتت انتباهي هي السيكودراما النفسية.

جميعنا بالتأكيد مررنا بمواقف صعبة لا نود تذكرها، وقد تكون تسببت في حدوث أضرار نفسية لنا منها العادي ومنها الذي يتوجب علاجه، لكن بكل الأحوال يكون أحد طرق العلاج هو تخطي الماضي أو الموقف نفسه، لكن أن يكون استحضار الموقف بكل تفاصيله ومعايشة نفس اللحظات بقسوتها مرة أخرى هو العلاج كما يحدث بالسيكودراما هذا هو الغريب.

السيكودراما ببساطة هي أسلوب علاج نفسي جماعي مبتكر على يد جاكوب مورينو، ويحدث داخل مجموعات الدعم النفسي، ويتم حث المرضى المشتركين على التعبير عن مشكلاتهم وصراعاتهم الداخلية عن طريق تمثيلها والتفاعل مع بعضهم البعض، وهذا يساعدهم على إدراك مهارات سلوكية مختلفة، ورؤية مشكلاتهم الداخلية بعمق.

ولقد استخدمها مورينو على الأطفال بالبداية لأنهم يجيدون التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل من الكبار، ويجيدون التعبير عن ذلك من خلال التمثيل، وتوصل من خلال هذه التجربة أن هناك أربع مراحل للنمو قد بنى عليها أسلوبه بالتعامل مع الكبار وهي إيجاد الهوية الشخصية، والتعرف على النفس، وإيجاد الرغبة في الاندماج مع الآخرين، والتعرف إلى الشخص الآخر.

وبالطبع هناك أساليب كثيرة لتطبيقه منها الانعكاس وعكس الأدوار والمناجاة والمضاعفة وأداء الأدوار.

لكن بالطبع هناك انتقادات كثيرة وُجهت لهذا الأسلوب منها أن ليس هناك أبحاث علمية تثبت صحته، وتركيز الأسلوب على إخراج مشاعر المريض أكثر من تقويم سلوك المريض وغيرها من الانتقادات.

وحسب رأي مورينو أن هذا الأسلوب فعال في العديد من الأمراض النفسية كالاكتئاب والتوحد والاضطرابات بأنواعها كاضطراب الطعام واضطراب المزاج والإدمان.

برأيك إن وضعت نفسك مكان المريض هل توافق على اتباع هذا الأسلوب، ولماذا؟ وما تقييمك للأسلوب بشكل عام من مميزات وعيوب؟