قديمًا، ليس قديمًا جدًا، حين كان يقول أحدهم إنه يحصل على علاجٍ نفسي، كنا نتخيله يذهب على فترات متباعدة إلى عيادة أحد المعالجين أو الاختصصايين بأنواعهم وأقسامهم على اختلافها، ولكن الأمر منذ فترة قريبة تغير شكله وأصبح يُدار بطريقة أسهل. الآن نستطيع الحصول على المساعدة النفسية من مختصٍ يقيم في مكان آخر من العالم شرط أن يكون لدينا فقط وصلة إنترنت. لكن ما مدى صحة هذا التوجه في العلاج النفسي؟ هل يمكن أن تكون السرعة سيطرت علينا وجعلتنا نغض الطرف عن جوانب إيجابية كانت تضمن الحصول على نتائج أفضل حين كانت تُدار الجلسات بشكلها الطبيعي؟

لا أعرف مدى صحة التوجه من خطأه ولكن الشيء الذي أنا متأكدة منه هو أنها طُبقت باندفاع من أصحاب هذا المجال كفكرة جديدة ومن باب توسيع انتشارهم.

هذا الانتشار ساهم فيه بقدرٍ كبير وباء كوفيد الذي منع الكل من الزيارات وجعل الكثير من المعاملات تتم بشكل افتراضي، بما فيها طبعًا العلاج النفسي، ولأنها كانت فترة صعبة على الجميع، فكان البحث عن العلاج النفسي حينها مطلب لكثير من الناس.

ولا يخفى عن أحد المنصات والتطبيقات التي تنافست في الظهور منذ تلك اللحظة، وهي موجودة ولم يخفت بريقها حتى الآن. بالنسبة لي أُتيحت لي الفرصة لتجربة الأمر مرة واحدة، وبصراحة كانت تجربتي سيئة فلا أود الحديث عنها لأن المشكلة كانت في المعالجة نفسها وليست في أداة إدارة الجلسة، ولكن كانت لي صديقة على الطرف الآخر مستمرة في متابعة الجلسات مع المعالجة خاصتها لسنوات وكانت تقول دائمًا إنها تشعر بتحسن كبير بعد كل جلسة ولا تفكر في تغيير المعالجة أو الذهاب لمختص آخر موجود في محيط سكنها أو قريبًا منها. لذا يتضح أن الأمر يتعلق بتجربة كل شخص، ولكن لدي رأي أعتقد أن معظم من هنا سيتفقون فيه معي وهو أن حالات الاضطرابات النفسية الواضحة والتي قد تتطلب وصف أدوية وتشخيص لأعراض جسدية أحيانًا لا يوجد احتمال كبير بأن تنجح إدارتها عبر الإنترنت.