يحدث أحيانًا أن نكتسب المزيد من المعرفة حول ما يجب أن نفعله ويمكن أن يجعل حياتنا أفضل...فنتحمس أشد الحماس لتطبيقه ومن ثم...تمر الأيام لا نفعل شئ!

هل حدث ذلك معك من قبل؟ بالنسبة لي، كثيرًا. 

هذه الحالة تُسمى باسم تأثير أكراسيا akrasia effect وهي الحالة التي نكون فيها لا نفعل ما نريد أن نفعله. الأمر ليس هنا في ضَعف الإرادة، بل حين نمتلك الإرادة لفعل شئ ونعرف فوائده جيدًا ورغم ذلك نشعر وكأن شيئًا يسحبنا للخلف ويُبقينا كما نحن.

ليبقى السؤال: لماذا يحدث ذلك؟ هذان هما أهم سببين في رأيي:

1. الخوف

ليس من التعثر فحسب وإنما النجاح أيضًا. حيث أن تحقيق تقدمًا كبيرًا مقارنةً بمن حولنا، فقد يُشعرنا ذلك بالغربة واتساع الهوة بيننا وبين الأشخاص حولنا، وكذلك خوفنا من أن يُصيبنا الكبر أو الغرور. لهذا يقول عالِم النفس ابراهام ماسلو أننا نشعر بالخوف من إخراج أقصى قدراتنا كما نخاف من أقل قدراتنا، وهو ما يسميه عقدة جوناه Jonah complex:

تنتابنا جميعًا لحظات مثالية نشعر فيها بومضة مفاجئة بما نستطيع فعله، وعندئذ نعرف أننا عظماء. ومع ذلك، فإننا ننتفض بسرعة من الضعف والخوف والرعب أمام نفس هذه الاحتمالات"
من كتاب الأبعاد القصوى للطبيعة الانسانية/ ابراهام ماسلو

2. الصورة الذاتية (الهوية)

"نحن لا نتصرف حسب ما نعتقد أنه صواب، نحن نتصرف حسبما نعتقد أنه هويتنا" 

هذه العبارة تختصر الكثير. حين يقول أحدنا "أنا بطبعي كسول/لا أجيد تنظيم وقتي/متوتر..موهوب بهذا وغير موهوب بذاك" فإننا نجعل من الصعب أن نتحرك بعيدًا عن تلك "الطبيعة" التي صنفنا أنفسنا بها. لأنه حين نفعل ذلك فتأتي لحظة نقول فيها "لحظة..هذا ليس أنا!" فنتراجع..

من الجيد إذن ألا نضع أنفسنا تحت تصنيفات محددة كلما أمكن ذلك، لأننا نسجن أنفسنا بها. فكما أننا نصاب بالإنحياز التأكيدي تجاه آرائنا حول الموضوعات الحياتية، فإننا نقع تحت نفس الانحياز تجاه آرائنا عن أنفسنا أيضًا: نريد دائمًا أن نؤكدها.

هل سبق وتعرضتم لهذا التأثير، وكيف يمكننا التغلب عليه؟