كلما قمت بتحميل تطبيق جديد أو فتح موقع إلكتروني تصادفني جملة 

"هل توافق على سياسة الشروط والأحكام؟"

فهل نوافق مباشرة أم نقوم بقراءة تلك الشروط؟

تلك الشروط ليست مهمتي اليوم، ولكن ما يهم هو شرط من تلك الشروط.. موقعنا الجغرافي.

قد نظن أن الأمر بسيط، فماذا ستفعل تلك الشركات العملاقة بموقع شخص عادي؟

إن فكرنا في الأمر قليلًا سنجد الأمر مزعج للغاية، ففي كل حركة نتحركها تراقبنا عشرات الشركات والمواقع.

قرأت منذ مدة عن تجربة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، حيث قامت الصحيفة بالطلب من أحد محترفي التقنية أن يتعقب إحدى الصحفيات في الجريدة، وذلك لكي يصلوا إلى كمية المعلومات التي يمكن الحصول عليها بعد السماح بتعقب الموقع الجغرافي.

تم تسجيل كافة تحركات الصحفية، بداية من ذهابها للعمل، وزيارتها للطبيب، وحتى ذهابها لمنزلها في نهاية اليوم.. وهو الأمر الذي أزعج الصحفية بعد معرفتها بأن تلك التطبيقات تتجسس علينا بكل أريحية.

لا ينتهي الأمر عند معرفة الأماكن التي نذهب إليها، بل إلى ظهور إعلانات تسويقية بناءً على تلك الأماكن.

فعند ذهابي ذات مرة لطبيب جلدية لأخذ موعد، فوجئت بعدد كبير من الإعلانات عن أطباء ومراكز جلدية، وأغلبهم في نطاقي الجغرافي.

بل إن تلك الشركات يمكنها تحديد سلوكياتنا بناءً على الأماكن التي نزورها، ومنها تعرف حالتنا الصحية، حالتنا المادية، وغيرهما

وعليه تقوم الشركات التسويقية بدفع مبالغ ضخمة لشراء تلك البيانات، والعمل على الإنتفاع منها.

ما يثير قلقي هو أن المعركة بين البشر قد تصبح معركة رقمية بنسبة كاملة، وعليه فيمكن استخدام تلك البيانات لتحديد معلومات حساسة تضر بالعديد من الدول كمعرفة القواعد العسكرية وغيرها.

أرجو مشاركتنا بوجهة نظركم حول معرفة الشركات بموقعنا الجغرافي، وهل هناك من طرق يمكننا تفعيلها كي نحمي موقعنا الجغرافي من الإختراق؟