لماذا يتجه معظم الطلاب لتأجيل استذكارهم لدروسهم أولًا بأول، ويتركونها لتتراكم لنهاية العام؟ فيضطرون قبل الامتحانات لبذل أضعاف المجهود الذي كانوا لن يبذلوا ربعه لو كانوا بدأوا في توقيت باكر، تابعونا لنعرف السر والتحليل المنطقي.

إن معنى التسويف بشكل مختصر، أنه تأجيل غير مبرر لعمل مهم، ويترتب على هذا التأجيل أضرار على الفرد.

ولكن لِمَ نسوِّفُ ونأجل من أعمالنا المهمة؟ إن الأمر يرجع لسببين:

  • الأول هو "عدم وجود عائد فوري": فإننا بطبيعتنا نميل لتسويف وتأخير الأعمال التي لن نتحصل فيها على مكافأة أو أجر فوري، فالطالب الجامعي مثلًا الذي بدأ باستذكار دروسه أولًا بأول، لن يتحصّل على نجاح فوريّ، بل على المدى البعيد في وقت مراجعته المنهج قبل الامتحانات، سيشعر بأريحية أكبر، وسيكون بلاؤه غالبًا بالامتحان أفضل حالًا من الذي ذاكر متأخرًا.

-الثاني هو "تجنب الألم": فذاك دافعٌ قويٌّ للتسويف والتأجيل، فعندما يتذكر المرء الألم والجهد المصاحبين لممارسة الرياضة، يتجه لقول 'ربما في وقت لاحق'!

إن هذا السبب الثاني، قد يأتي بشكل عكسي، ويصبح وقودًا ومحركًا للعمل، ولكنه غالبًا ما يأتي بعدما نسوّف ونأجل، كالطالب الذي يبذل قصارى جهده ليلة الامتحان، ويحاول فهم واستذكار المنهج في وقت ضئيل، يدفعه في ذلك، الخوف من ألم الفشل والرسوب.

من الأمور العملية المساعدة على حل مشكلة التسويف، قاعدة تُسمى بقاعدة (العشر دقائق)؛ وتعني العمل على المهمة التي نسوّفُ فيها مدةً لا تزيد عن عشر دقائق، وبهذا نفوز بأمرين، الأول هو كسر الحاجز النفسي للبدأ بالعمل، والثاني هو تحقيق إنجاز بسيط في العمل خلال هذه المدة القصيرة، فنتشجّع على المواصلة.

هل من حلول عملية أخرى لمشكلة المماطلة والتسويف؟