ذات مساء باهت من أمسيات "ما بعد الفكرة"، جلس صاحبنا المفكر العبقري إلى طاولته، وبدل أن يخرج قلم أو يفتح برنامج تصميم، أخرج سلاحه الحقيقي: دفتر التخطيط.
دفتر سميك، يكاد يصدر صريرا كلما فتح، من فرط ما يحتويه من جداول، أسهم، مخططات ، وأحلام معلبة بتاريخ تنفيذ مبدئي لا يأتي أبدا.
هو لا يكتب فكرة لينفذها… بل يكتب خطة لكتابة فكرة ربما تنفذ، إن اجتمعت الظروف الفلكية المناسبة.
يبدأ ب "تحليل المخاطر" لفكرة لم تولد بعدا، ...ثم ينتقل إلى "دراسة السوق" لسوق لا يعرفه أحد،
ويختم جلسته المليئة بالإلهام... بتحديث ملف "نقاط القوة والضعف".
أيها السادة، لقد اغتال الفكرة قبل أن تنطق!
أخطا من قال إن الإبداع يحتاج إلى خارطة طريق ,الإبداع يحتاج إلى رئة تتنفس، لا إلى طابعة تخرج تقارير الأداء
ولكننا — ويا للعجب — صرنا نقدس فكرة الاستعداد الكامل.
فلا نبدأ مشروعا إلا بعد أن نؤمن له خطة مالية، وخطة بديلة، وخطة خروج، وخطة للهروب من الخطة إن فشلت!
وهكذا، نرتب الطاولة بإتقان، ثم نمضي دون أن نأكل...
من خلال تجاربكم كمستقلين : كيف تخططون للمشروع دون تعطيل التنفيذ؟
التعليقات