كثيرًا ما أجد أن العملاء لا يدفعون مقابل التفكير أو تقديم حلول إبداعية، بل يبحثون عن تنفيذ سريع لما هو في أذهانهم مسبقًا، حتى لو كان يمكن تحسينه أو إعادة صياغته بشكل أفضل، على سبيل المثال تواصل معي عميل لتنفيذ تصميم، وكان في ذهنه مثال رآه سابقًا ويريد شيئًا مطابقًا له تقريبًا. حاولت أن أشرح له أن لكل مشروع هويته الخاصة، وأن التقليد قد يُفقد العمل قيمته وتميزه، لكنه أصر على تنفيذ ما تخيله فقط، دون أي تعديل أو لمسة إبداعية، فشعرت حينها أن دوري أصبح مجرد أداة تنفيذ لا أكثر. شاركونا كيف تتعاملون مع العملاء اللي يطلبون التنفيذ فقط ويرفضون أي إضافة إبداعية؟
العملاء لا يدفعون للتفكير، بل للتنفيذ فقط، فهل انتهى عصر الإبداع؟
لم أعمل على مواقع العمل الحر الا لمدة عام تقريبّا في فترة الكورونا،
كنت فقط أفعل ما يريده العميل، لا أهتم بالابداع، أو التفكير، في النهاية كنت اعمل من أجل المال فقط.
ربما هذا خاطئ، وربما صحيح
لكن بالنسبة لي لو عدت للعمل الحر او أي عمل به عملاء فسأخذ مقابل لكي أنفذ ما يريده العميل فقط، فلماذا أرهق نفسي طالما العميل سعيد.
كنت مثلك تمامًا، أنفذ ما يطلبه العميل فقط دون أن أجهد نفسي بالإبداع أو التفكير خارج الصندوق، طالما هو راضي ويدفع، لكن إن نظرنا للأمر من زاوية سمعة المستقل فالأمر مختلف، فالمستقل لا يبني اسمه على تنفيذ التعليمات فحسب بل على بصمته الخاصة، وأفكاره التي تثري العمل وتجعله مميزًا، وهذا ما يجعل العملاء يعودون إليه ويثقون به، بل ويرشحونه لغيرهم، وهنا يكمن الفرق الحقيقي على المدى البعيد.
أنا أفهم وجهة نظرك لكن، ألا تعتقدي أن العميل يعود إليك إذا كان سعيدّا من عملك، بغض النظر عن أي شئ أخر سواء كان هناك إبداع أو لا.
لكن هذا لا يمنع بالتأكيد من وجوب قيام المستقل ببعض الأعمال المميزة من حين لأخر لوضعها في سجل أعماله.
لا يمكننا تعميم ذلك، لأن بعض العملاء بالفعل يبحثون عن قيمة مضافة أو لمسة إبداعية تميز العمل عن غيره، وليس فقط تنفيذ المهمة بالشكل المطلوب وشخصيا معظم العملاء الذين تعاملت معهم بهذا الشكل، صحيح أن الرضا مهم، لكنه لا يكفي دائمًا ليبني علاقة طويلة الأمد، فالبعض يعود لأنه وجد فيك شيئًا فريدًا، وليس فقط لأنك "أنجزت المطلوب". لذلك من الجيد أن نرضي العميل ، لكن من الأجمل أن نبهره بين الحين والآخر.
عن نفسي مؤخراً لا أحاول جاهداً أن اقنع أحد، أنت تريد دراسة الجدوى بجدول واحد فقط فلك ما تريد لكن في المقابل أنا نوهت ولن أقوم بعدها بتعديل وإضافة أي جداول نوهت عليها وتم رفض تنويهي.
العملاء أغلبهم الآن يعرف قالب أو نمط فقط يريد العمل به، وهذا مزعج أنت من المفترض أن تتركني أفعل الأمر بطريقتي وانظر ما افعله ولك حق التقييم والتعديل، عن نفسي اكره التحديد والاشتراطات التي تتدخل حتى في عدد الكلمات وحجم العبارات وعدد بنود الجداول لكن مضطر لقول حاضر ونعم وله ما يريده
هو شيء مزعج صحيح، لكن في نهاية الأمر العميل في النهاية يدفع مقابل شيء معين يريده أو يتصوره.
تخيل أن تقوم باستئجار مهندس ديكور لبيتك وكلما تقول له أريد كذا يقول لك لا سأفعل كذا لأنه مناسب أكثر! قد تنزعج بالرغم من أن رأيه من الممكن أن يكون صحيحًا لأنه الخبير هنا، لكن هل ستتركه يفعل ما يريده هو لا ما تريده أنت؟
في النهاية هذه هي شركته وهو الأدرى بما يحتاجه، بعض العملاء حالياً يتعمدون أن يكون اللوجو الخاص بهم مشابه لبعض العلامات التجارية الأخرى الكبرى، لإرباك الزبائن وجعلهم يعتقدون أنهم إحدى العلامات الكبرى، اقصد أن هذا ربما يكون متعمدا من العملاء لذا علينا فقط تنفيذ ما يحتاجه العميل هو أدرى باحتياجاته، وعلينا توفير الإبداع للمشاريع التي تحتاج إبداع
لكن ألا ترين أن هذا قد يعد نوعًا من الخداع أو استغلال ثقة المستهلك؟ فالتقليد بهدف التشابه المتعمد يختلف كثيرًا عن الإبداع الحقيقي، وهنا لا نتحدث عن ذكاء تسويقي بقدر ما نقترب من التلاعب والغش، فهل من المنطقي أن نكون مجرد أدوات تنفيذ، حتى لو كان ما يُطلب منا يتعارض مع مبادئ المهنة أو يثير تساؤلات أخلاقية؟
شخصيا: أقترح عليه شيئا ما إذا كان من وجهة نظري، وأوضح له هذه نصيحة شخصية له فقط، وهو حر فيما يريد الحصول عليه.
إذا قبل بالاقتراح أنفذه، إذا لم يقبل لا أجادله، لأن جدال العميل غالبا ما يؤدي إلى ملله وربما قراره بعدم التعامل معك مرة أخرى.
يجب دائما أن نضع أنفسنا في موضع الطرف الآخر، ونشعر بـ "التعاطف"، العميل غالبا هو شخص ليس لديه الكثير من الوقت، ويريد شيئا ما وهو يدري لماذا يريده بتلك الطريقة، ومهمتنا كمستقلين هي أن ننفذ له ما يريد، ولا يؤثر ذلك على سمعتنا إلا إذا تم نشره بأسمائنا مثلا!
ويمكننا اختيار أفضل الأعمال التي "سمح لنا" فيها بإطلاق العنان لإبداعاتنا!
التعليقات