لاحظت أنني كلما استمريت في تقديم نفس نوع الخدمة لفترة طويلة، بدأت أفقد ذلك الشغف الذي كنت أشعر به في البداية. صحيح أن التكرار يمنحني سرعة في الإنجاز وثقة أكبر في ما أقدمه، لكن في المقابل، بدأت أشعر بشيء من الجمود وكأنني أتحرك داخل دائرة مغلقة. أحيانًا أبحث عن وسيلة أُدخل بها بعض التجديد، سواء من خلال تطوير بسيط في أسلوبي أو تجربة أفكار جديدة داخل الإطار المعتاد، لكن لا أنكر أن الشعور بالملل يزورني من وقت لآخر. فهل هذا طبيعي؟!
عندما يتحوّل التكرار إلى قيد على الإبداع
نعم، طبيعي، وهو ما يدفعنا إلى اكتشاف إننا في حاجة لتطوير بعض المهارات، أو العمل على مشروعات نرى فيها تحديًا أو تدفعنا إلى التجديد، أو تفتح لنا فرصًا أكثر للتطور والارتقاء لمشروعات أعلى.
ولكن الأشكالية هنا يا صديقتي أن التكرار المتواصل الرتيب حتى مع شيء نحبه (يجعلنا في مرحلة ما غير قادرين على الإبداع) فكل شيء يصبح له نفس الشكل حتى مع التجديد البسيط في بعض المناحي، نجد أنفسنا بالنهاية مقيدين بالملل ، فما هي الطريقة المناسبة للخروج من ذلك الشعور بالأخص فيما يتعلق بالوظائف او المهام الثابتة ؟
بصراحة با صديقي، أنا أعتمد الإجبار حلًا، فعندما تنفذ مني الحلول، أُجبر نفسي على إتمام المطلوب وخلاص، لأنك -كما تعلم- الوظائف أو المهام الثابتة لا مفر منها، فأنت إما تنجزها وأنت -على الأقل- ستكافىء نفسك بأي شيء بسيط يسعدك، أو تنجزها بمنتهى الضيق والملل، وفي كل الحالات ستنجزها.
نعم أنا استخدم نفس الأسلوب يا عزيزتي ، لأنه لا مفر من إجبار نفسي على المهام الثابتة الروتينية، وأربط نفسي بمشروب الشاي المفضل لي من يد عمتي في وقت العمل فهي كافية لتحسين المزاج الإبداعي قليلاً ، ولكن أنا أشعر أنني أقف أمام بعض المهام في صناعة المحتوى عاجزاً عن كتابة فكرة واحدة بوضوح ، رغم أن رأسي قد يكون مزدحم.. ولكن أشعر أنني لا أستطيع التواصل مع ما أريد قوله بعقلي وما أقوم بكتابته.
الملل من التكرار، حتى في العمل الذي نحبه، لا يعني بالضرورة أننا فقدنا الشغف أو أننا في المكان الخطأ، بل في كثير من الأحيان هو بس نداء داخلي للتجديد..
يعني أنتِ لم تفقدي الحافز، بل اعتدتِ عليه. وهذا بحد ذاته دليل على أنكِ تطورتِ.
التكرار يُنتج الإتقان، لكنه لا يُغذّي الفضول. لذلك يبدأ العقل بالبحث عن شيء "يشبع هذا الفضول" فكرة جديدة، تحدٍ مختلف، وسيلة لكسر الرتابة.. حتى في نفس الطريق او المكان او العمل
التعليقات