هناك دراسات تؤكد أن التزامنا بمهام محددة يوميا يقلل من نشاط منطقة الحصين والقشرة الأمامية، إذ تتفاعل هاتان المنطقتان العصبيتان بشكل كبير لتحقيق أداء معرفي وسلوكي متناغم. وهذا ما نفعله غالبا بيومنا نذهب للعمل، ثم ننتقل لتعلم شيء ومن بعدها نغرق في المهام اليومية، ننسى أنفسنا في حين أنه يمكننا الاسترخاء والاستفادة من لحظات الكسل، والتجول بلا هدف، يمكن تحويل هذه الفترات إلى فرص لتوليد الأفكار الجديدة والمبتكرة. تخصيص وقت للاسترخاء والتأمل، الابتعاد عن الروتين اليومي، والانغماس في الأنشطة التي تحفز العقل مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى، كلها طرق لتحقيق الكسل الإبداعي الذي يفيد عقلنا. ولكن رغم معرفتنا بالطرق لكن وقت التنفيذ لا نجيد ذلك، لذا من خلال تجاربكم كيف تخلق مساحة للكسل الإبداعي بيومك المزدحم بالمهام؟
الكسل الإبداعي: الالتزام بمهام محددة يوميا يقتل الإبداع
ما أشد ظلمنا للروتين. أدركت هذا في جائحة كورونا
كنت اتعذب بدون روتين يومى ومهام يومية متكررة مع العلم أني من أعداء الروتين
خرجت من الجائحة مؤمنة بذكاء وبداهة روتين نجيب محفوظ المزعوم، حيث كان يمتلك روتين صارم وساعات مخصصة للكتابة. على عكس المتوقع الملل يولد الإبداع وهو ما تروج له الدراسات الآن بخلق مساحة ملل يومية تسمح للإنسان بالابداع وتساعده في دخول حالة عقلية تدعى بال flow أو الانسياب يخرج معها الإنسان من القيود وينسى الوقت ويبدأ الإبداع.
لذا من خلال تجاربكم كيف تخلق مساحة للكسل الإبداعي بيومك المزدحم بالمهام؟
كما ذكرت عن طريق الروتين وإضافة قليل من أوقات الفراغ المحدودة حيث أسمح لعقلى بالتنقل من موضوع لآخر بدون مانع غالبا ما تكون أثناء جلي الصحون أو الرسم
كان يمتلك روتين صارم وساعات مخصصة للكتابة.
للكتابة؟ يا إلهي هذا صعب!
برأيي الكتابة من الأمور التي يصعب تحويلها إلى روتين محدد، ماذا لو داهمتني قفلة كاتب مفاجأة وتوقف عقلي عن تركيب الأفكار؟ الكتابة رغمًا عن اختفاء الإلهام..أشر أن هذا سينتج كتابات إن لم تكن رديئة فستكون متكلفة بشكل مبتذل.
كيف استطاع محفوظ فعلها؟
أعتقد الأمر يختلف من شخص إلى آخر وهناك كتاب آخرين ينتهجون نفس هذه الطريقة فقد سمعت نفس الكلام عن كاتب الرعب الأمريكي ستيفن كينج، فهو أيضًا يخصص اوقات معينة للكتابة، لكن معظم الكتاب لا أعتقد أن هذا الروتين ينجح معهم كثيرًا، حتى لو كانت الكتابة لا تتطلب ابداع كبير لكن قد يكون للتدريب على الأمر فائدة في الوصول لهذا الروتين الذي من الواضح انه يكون مفيد سواء في الكم او الكيف كما في حالة نجيب وستيفن.
بالفعل لا أعتقد أنني من الأشخاص الذين ينجح معهم الروتين في الكتابة، بعيدًا عن صعوبة أن ألتزم بروتين محدد وبساعات محددة، فأنا شبه فاشلة في هذا الأمر، وقد قمت مرات كثيرة بتأجيل بعض من مشاريعي الكتابية بسبب أنني لم أستطع الكتابة في ذلك الوقت بالتحديد!
على الرغم من ذلك مثلاً يوجد أعمال أخف وأبسط يمكن أن تأخذ قالب الروتين الكتابي بالنسبة لي ولا تتأثر كثيراً، ككتابة التقارير اليومية أو الأسبوعية التي تخص نشاطًا معيناً وعلى غراره، فيما عدا ذلك فأنا أواجه صعوبة حتى في الالتزام بكتابة مذكرات شخصية بشكل يومي!
برأيي ممارسة الرياضة هي الخيار الأفضل دائمًا، وحتى هذه لا تتبع فيها نمطاً معينًا، ما أقوم به أنا عادةً، هو اختيار تمرين مختلف كل يوم، ليس فقط حسب احتياج الجسم بل حتى حسب حالتي المزاجية، ففي اللحظات العصيبة والمتوترة أفضل التمارين عالية الشدة من ضمنها الملاكمة، في الأوقات التي أود فيها الإسترخاء وتنشيط العقل، ألجأ للتمرينات الخفيفة مثل تمارين الإطالة والإسترخاء والبيلاتيس وهكذا.
قرأت فعلاً عن كتاب يحث على التسويف بحجة مساعدته على توليد الأفكار الإبداعية التي لايمكن أن تتولد من دونه، لم أجرّب من قبل هذه الطريقة لتوليد الأفكار الإبداعية ولكن أرى أنها تستحق التجربة.
الكسل الإبداعي Creative Leisure هو الموازنة بين العمل والترفيه والدراسة مما يؤدي إلى وظيفة ممتعة، تسفر هذه الموازنة عن أوقات أخرى -غير ساعات الدوام- التي تعمل فيها دون أن تدري، مثلًًا عندما تتجول قليلا على قدميك، أو تقضي وقتًا أسريًا دافئًا مع عائلتك أو تجرب أحد مشاريعك الشخصية الصغيرة التي لا تدر دخلًا مباشرًا.
هذا ال qoute ناتج عن بحث ولكن من وجهة نظرى هذا ظلم للفظة نفسه، كيف نطلق عليه كسل، هوا بالفعل ليس كسل، هوا فقط تجول أو أنشطة عشوائية جيدة ونافعة بالضرورة، لايوجد كسل فى الأمر، إستخدام الكلمة من مؤلفها غير مناسب تماماً وغالباً غرضة إنتشار ليس إلا.
ولكن الروتين وسبق أن ذكرت لك هذا أن الروتين هو سر النجاح، لأن حياة بلا روتين وأنا قد رأيت فى تعريف الكسل الإبداعي ما يفيد بأن هناك روتين ولكنه موزع على مدار الإسبوع وليس على مدار اليوم، فأعمال يوم السبت مختلفة عن الأحد وهكذا ولكن جميع الأيام تصب فى 5 - 6 أهداف:
تقضي وقتًا أسريًا دافئًا ، تتجول قليلا على قدميك، تجرب أحد مشاريعك الشخصية الصغيرة التي لا تدر دخلًا مباشرًا، . تخصيص وقت للاسترخاء والتأمل، الابتعاد عن الروتين اليومي، والانغماس في الأنشطة التي تحفز العقل مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى
كما نرى ليس هناك كسل فى الموضوع، فالإستماع للموسيق، والتجول سيراً، والعمل على مشروع صغير، والتأمل والإستراخاء، والإبتعاد عن الروتين اليومي من خلال تصميم روتين إسبوعي أو حتى لنقل شهرى، والقرأة وكل هذا إنما هى روتينات إن لم تكن يومية فهي شهرية أو إسبوعية ولكن لن تنجح فى أى منهم ولن تبدع إذا كررت أحدهم كل فترة مرة أو مرتين لن يكون هناك إبداع بتاتاً.
كلمة كسل هي تعبير عن كون الأمر يسير علينا ولا يتطلب عناء كبير كما هو حال بعض الأمور الأخرى لكن ليس مقصود بها كسل بالمعنى الحرفي أو بمعنى عدم القيام بأي شيء، هذه نقطة أنا عن نقطة الروتين، فالأمر اختلف كثيرا بالنسبة لي حسب فترات في حياتي ففي بعض الفترات كان الروتين مناسب تماما لي وكنت أحبذه كثيرًا لكنه يكون مناسب في أغلب الأوقات المستقرة نسبيًا للشخص لكن عندما تتعقد الأمور وتزداد المسؤوليات يتطلب الالتزام بالروتين مجهود إضافي لا يستحق عناءه، لهذا أرى الأمر تابع لطريقة حياة الشخص وطبيعة المرحلة التي يمر بها.
التعليقات