نحن كمستقلين كثيرًا ما نجد أنفسنا أمام خيارين: إما التركيز على مشروع واحد ذو قيمة عالية، أو توزيع جهودنا على مشروعين أو أكثر. في بعض الحالات، التركيز على مشروع واحد يمكننا من التعمق فيه، وتطوير مهاراتنا بشكل أفضل، وتقديم جودة أعلى تضمن لنا سمعة قوية ودخلًا مستقرًا. هذا التركيز يقلل من التشتت والضغط الزمني، ويتيح بناء علاقات أعمق مع العميل. مع ذلك، الاعتماد على مشروع واحد يجعل دخلنا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنجاح هذا المشروع واستمراريته، مما يعرضنا لمخاطر أكبر في حال تعرض المشروع لأي مشكلة أو توقف. لذلك، يفضل بعض المستقلين تنويع مشاريعهم لتوزيع المخاطر، وزيادة فرص التعلم والتجربة في مجالات مختلفة. لذا، شاركنا رأيك وتجربتك: هل أنت من مؤيدي التخصص والتركيز على مشروع واحد عالي القيمة أم تفضل التنويع والعمل على أكثر من مشروع حتى لو كانت القيمة لكل مشروع أقل؟
مشروع واحد عالي القيمة أفضل من العمل علي مشروعين. ما رأيكم في ذلك؟
عن نفسي جربت الطريقتين:
- عملت على مشروع واحد فقط ولكن توقف المشروع فجأة، فعانيت حتى أصبح لدي مصدر آخر
- عملت على مشروعين في وقت واحد، شعرت بالضغط بالإضافة أن الجودة تأثرت
صدقا لا أعلم ماهو الحل الصحيح فكرت في إسناد جزء من العمل لمستقلين آخرين، لأقوم فقط بالمراجعة، وطبعا لهم راتب على عملهم، أو الاستعانة بأدوات مثل أدوات الذكاء الاصطناعي لتساعدني في عملي، المهم يعني بالنسبة لي أفضل الحل الذي يوفر لي الأمان المالي.
تجربتك تعكس فعلاً التحديات التي تواجه المستقلين بين التركيز على مشروع واحد أو تنويع المشاريع. فكرة إسناد جزء من العمل لمستقلين آخرين أو الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي حلول عملية وذكية تساعد في تخفيف الضغط وضمان جودة العمل، مع الحفاظ على الأمان المالي. من وجهة نظري، التركيز على مشروع واحد عالي القيمة يتيح فرصة لتطوير مهارات أعمق وبناء علاقة وثيقة مع العميل، لكن التنويع يُعد استراتيجية مهمة لتقليل المخاطر الناتجة عن توقف مشروع ما بشكل مفاجئ. لذلك، أعتقد أن الموازنة بين التركيز والتنويع مع إدارة جيدة للوقت والموارد هي أفضل طريق لتحقيق الاستقرار والنجاح.
أعتقد أنه من الأفضل التركيز على مشروع واحد حتى نستطيع إتقانه والتركيز عليه والعمل دون ضغط، ولكي نستطيع الموازنة أيضًا بين حياتنا العملية والاجتماعية.
لكن إذا ظهر مشروع قد يكون بسيطًا لا يحتاج لكثير من العمل وينتهي سريعًا فيمكن قبوله.
مع ذلك هناك أوقات نقع فيها في حيرة لأننا قد نكون نعمل على مشروع بالفعل وتظهر أمامنا فرصة جيدة أو لعمل مستمر، وقتها قد نضطر لاختيار أحدهما 😅
في عملي بالجمعية هناك فرصة لأن نعمل في مهمة واحدة بنصيب كبير منها أو مهام في مبادرات ومشاريع متعددة، كان لي اصدقاء يريدون التعمق والحصول على النصيب الأكبر من مهمة واحدة بمشروع واحد، بحجة أن هذا سيوضح قدراتهم ويجعلهم أوضح في عيون مسؤول التقييم والترقية، بينما أنا كنت أبحث عن تجارب وعلاقات.
النتيجة في نهاية كل عام اصدقاء لي نجحوا في إدارة الموارد في مشروعين أو ثلاثة بالعام وتعرفوا على خمس أو عشر مسؤولين في بلد أو منطقة ما، بينما أنا شاركت في أكثر من أربعين مشروع نعم لم اتولى مهام الموارد بالكامل مثلهم لكن مرة وزعت ومرة كنت محاسب ومرة كنت مراقب ومرة كنت موزع، بالنهاية امتلكت معرفة بمهارات كل دور وامتلكت معارف وشبكة علاقات أضعاف أضعاف ما هم امتلكوه، والمفاجأة في آخر العام ترقيت أنا، نعم عندهم نقاط خبرة وتعمق في شق كامل أكثر مني، لكن عندي علاقات ومعرفة بكل شئ حتى لو معرفة ليست عميقة ولكن تكفي.
وعلى مستوى العمل الحر اصبح التنوع يجلب لي عملاء من كل مكان بفضل المعارف التي ترشحني كلما احتاج أحد لخدمة اقدمها
تجربتك تعكس أثر التنوع في بناء العلاقات واتساع دائرة المعارف، غير أن بعض المسارات المهنية تتطلب عمقًا أكثر من الانتشار. فقيادة مشروع واحد منذ بدايته وحتى نهايته تُكسب صاحبها خبرات نوعية في اتخاذ القرار وحل المشكلات لا تُكتسب بسهولة عند التنقل بين المهام المتعددة.
الموضوع مرتبط بعوامل وظروف كثيرة ، فمثلاً :
- ما مدى معرفتى وإلمامى بالمشروع القائم الآن ؟ و كان جيداً واصبح روتينى ، فأنا أستطيع أخذ مشروع آخر
- قدرتى على تنظيم الوقت بين المشروع مع الحفاظ على طاقتى
- إلتزاماتى المادية التى تجبرنى هل سأضغط نفسى للوصول إلى مبلغ معين ، أم لدى قدر من الحرية ؟
وعلى أساس تلك العوامل وظروف كل مشروع ، تأتى القدرة على إتخاذ القرار .
أوافقك تمامًا في أن العوامل الشخصية والظروف المحيطة تلعب دوراً حاسماً في اتخاذ قرار التركيز على مشروع واحد أو تنويع المشاريع. إضافة إلى ذلك، أرى أن القدرة على التكيف مع تغير هذه الظروف وتقييم المخاطر بشكل دوري تساعد المستقل على اتخاذ قرارات مرنة توازن بين استقرار الدخل وتطوير المهارات.
سؤال في غاية الأهمية وواقع نعيشه جميعًا كمستقلين.
في رأيي لا توجد إجابة واحدة صحيحة بل يتوقف الأمر على المرحلة التي يمر بها المستقل وأهدافه في تلك الفترة.
ففي بدايات الطريق قد يكون تنويع المشاريع فرصة لاكتشاف الذات واكتساب مهارات متعددة وتوسيع قاعدة العلاقات المهنية.
لكن مع مرور الوقت يبدأ التركيز على مشروع واحد عالي القيمة في اكتساب جاذبيته خاصة إذا كان هذا المشروع يتوافق مع الشغف ويوفر استقرارًا نسبيًا.
شخصيًا أؤمن بالتوازن الذكي: مشروع رئيسي أُعطيه القلب والجهد إلى جانب مشروع أو اثنين أصغر حجمًا أُبقي بهم باب التجربة والتجديد مفتوحًا وأقلل من خطر الاعتماد على مصدر واحد للدخل.
ما رأيكم أنتم؟
هل جرّبتم كلا الطريقين؟ وما التحديات أو المكاسب التي واجهتموها؟
كمستقل، أميل شخصيًا إلى الجمع بين النهجين بطريقة متوازنة، لكن إذا كان لا بد من الاختيار، أرى أن التركيز على مشروع واحد عالي القيمة غالبًا ما يكون الخيار الأذكى، خاصة في بداية المشوار المهني. التركيز على مشروع واحد يتيح لك صقل مهاراتك بعمق ، وتقديم عمل متميز يعزز سمعتك ويفتح أبوابًا لفرص أكبر، كما أنه يقلل من التشتت الذي قد يؤثر على جودة العمل. على سبيل المثال، عندما ركزت في إحدى الفترات على مشروع كتابة مقالات أحترافية وإدارة صفحات التواصل لعميل واحد، تمكنت من فهم احتياجاته بعمق، مما أدى إلى نتائج مميزة وعلاقة طويلة الأمد معه. ومع ذلك، أدرك مخاطر الاعتماد على مصدر دخل واحد، فقد واجهت مع هذا العميل توقف مشروعه بشكل مفاجئ بسبب عدم توفر سيولة كافية، فقام مضطراً لإيقاف المشروع والاستغناء عن خدماتي مضطراً، مما جعلني أعيد التفكير في استراتيجيتي. لذلك، أحيانًا أختار العمل على مشروعين إضافيين صغيرين بجانب المشروع الرئيسي لتوزيع المخاطر في حالة توقف مشروع لأي سبب ، لكن دون أن أفقد التركيز. أعتقد أن التنويع مفيد لتوسيع الخبرات واكتساب مهارات جديدة، لكنه قد يشتت الجهود إذا لم يتم إدارته بحكمة وإدارة الوقت والموارد بإحترافية. في النهاية، الخيار يعتمد على طبيعة المستقل وأهدافه؛ فإذا كنت تسعى لبناء سمعة قوية في مجال محدد، فالتركيز هو الأفضل، أما إذا كنت تبحث عن الاستقرار المالي والمرونة، فالتنويع قد يكون الخيار الأنسب وهو الخيار الذي أذهب أنا إليه.
التعليقات