من خلال تجربتي الشخصية في تنفيذ المشاريع، لاحظت أن الجودة لا تظل ثابتة لمجرد البدء في العمل، بل تحتاج إلى متابعة مستمرة لضمان استمرارها طوال فترة التنفيذ. أحياناً، قد تكون لدينا فكرة أن المشروع سيظل بنفس المستوى من الجودة دون الحاجة إلى مراجعة مستمرة، لكن الواقع يختلف. لذا، أود طرح هذا السؤال: كيف يمكننا الحفاظ على مستويات الجودة طوال فترة تنفيذ المشروع، خاصة عندما نواجه تحديات أو ضغوطات؟
الجودة تأتي من المتابعة المستمرة: كيف نُحافظ على مستويات الجودة طوال فترة تنفيذ المشروع؟
المراجعة الدورية والتقييم، هذه الخطوة الأساسية التي يجب اتباعها، مع الاهتمام بملاحظات صاحب المشروع وتطبيقها، هذين النقطتين إن تموا باحترافية أثناء المشروع سيكون النتائج ممتازة والجودة في تحسن مستمر، لذا دوما عندما ابدأ بعملي أدون كافة ملاحظات العميل بنقاط كأنها آلية أمامي تساعدني على التطوير، وبنفس الوقت أقسم مدة المشروع لmilestone وكل جزء أقف وانظر للوراء أقيم نتائجي وما هي مواضع الضعف ونقاط القوة وما فرص التطوير وما هي التهديدات التي تواجهني ثم أبدأ بوضع خطة بناء على ذلك ترفع من أدائي بالمرحلة التالية وهكذا حتى نهاية المشروع
تعليقًا على طرحك المميز، أعجبتني كثيرا فكرة تقسيم المشروع إلى milestones يتبعها وقفة تقييم حقيقية، لأن هذه الوقفات تصنع الفرق فعلاً بين مشروع يُدار باحتراف وآخر يُترك يجري بلا وعي بالنتائج.
أنا شخصيا بدأت أتبنّى هذا الأسلوب مؤخرا، لكن أحيانا أجد صعوبة في تحويل الملاحظات إلى خطوات عملية واضحة، خاصة لما تكون الملاحظات من العميل عامة أو غير دقيقة.
كيف تتعاملين مع الملاحظات الغامضة؟ وهل لديكِ طريقة محددة لترجمتها إلى تحسينات قابلة للتنفيذ؟
أحب أن أسمع رأيك فضلاً وتجربتك في هذه النقطة.
الملاحظة الغامضة أستوضح عنها دون تردد، فإذا كانت المشكلة أن العميل لم يوضحها فكيف لي أن أترجمها ترجمة صحيحة دون الوقوف عندها وفهمها فهم كامل لأتمكن من التطبيق، لذا دوما أؤكد على ما فهمته عن طريق طريقة المرآة، يعني أقول للعميل تقصد كذا وكذا وبذلك أكون تأكدت من فهم الملاحظة وبناء عليها أتخذ الخطوة المناسبة
أعجبتني طريقتك في تقسيم المشروع إلى مراحل واضحة مع تقييم دقيق لكل منها، فهذه منهجية فعالة فعلاً. ومن جهتي، أرى أن الحفاظ على الجودة لا يقتصر على التقييم الداخلي فقط، بل يتطلب تواصلاً وتفاعلاً مستمرًا مع العميل طوال فترة التنفيذ. أحيانًا تطرأ تغييرات في رؤية العميل أو تظهر احتياجات جديدة لم تكن واضحة في البداية، ومتابعة هذه التغييرات تضمن بقاء الجودة متوافقة مع توقعاته. كما أن التغيرات التي قد تطرأ على المنصات أو على متطلبات السوق تستدعي منا المرونة والانتباه، حتى نظل محافظين على جودة تتماشى مع الواقع المتجدد للمشروع.
الجودة تحتاج إلى مراجعة مستمرة، وإلى عين تراقب التفاصيل في كل مرحلة. ما يساعد فعليا في الحفاظ على هذا المستوى هو وجود معايير واضحة منذ البداية، ومتابعة تقدم المشروع بشكل دوري، وليس فقط عند حدوث مشكلة. كذلك، لا يمكن إغفال دور التواصل الفعّال مع صاحب المشروع، والاستعداد للتعامل مع الضغوط دون التضحية بالمستوى المطلوب. الجودة ليست عبء إضافي، بل هي جزء لا يتجزأ من طريقة العمل الناجحة.
صحيح وخاصة في التأكيد على أن الجودة ليست عبئاً بل أساساً لطريقة العمل. وأود أن أضيف أن الحفاظ على الجودة لا يعني فقط الالتزام بالمعايير منذ البداية، بل يتطلب كذلك استعداداً للتعلّم من كل مرحلة، حتى من الأخطاء الصغيرة. أحياناً ما يُحدث الفرق في الجودة هو تلك القدرة على التقاط تفاصيل دقيقة في منتصف المشروع وتصحيحها فوراً، لا الانتظار حتى تظهر كأثر سلبي في النهاية. فالجودة الفعلية تنمو مع تراكم الوعي والملاحظة لا بمجرد الالتزام النظري بالمعايير.
من المفيد وضع إطار زمني متسع من البداية ختى إذا استجدت تحديات أو ضغوطات يسعفنا الوقت لإعادة النظر وإعدة تقييم المشروع.
ومن المناسب إطلاع العميل على المستجدات بشكل دوري، فحتى لو كان رأينا أن الجودة مرتفعة، قد تكون لدى العميل ملاحظات يخبرنا بها لإعادة تعديل بعض النقاط بالمشروع.
لفتني طرحك لمسألة الوقت المرن، فهو فعلاً عنصر مهم لمواجهة التحديات غير المتوقعة. لكن برأيي، جودة المشروع لا تعتمد فقط على وجود وقت كافٍ، بل على كيفية استثماره بذكاء، خصوصًا في ترتيب الأولويات. أحيانًا نجد أنفسنا نستنزف الوقت في تفاصيل لا تؤثر فعليًا على النتيجة النهائية، بينما هناك نقاط جوهرية تحتاج تركيزًا أكبر. ولهذا، أرى أن الموازنة بين مرونة الوقت ووضوح الأولويات داخل كل مرحلة هو ما يضمن بقاء الجودة مستقرة رغم أي ضغوط.
في رأيي، يمكن الحفاظ على مستويات الجودة من خلال تبنّي ثقافة المراجعة المستمرة، ووضع مؤشرات أداء واضحة تُرصد بانتظام، إلى جانب تمكين الفريق من اتخاذ قرارات تصحيحية عند الحاجة. كما أن خلق بيئة تثمّن الجودة كقيمة وليست مجرد إجراء، يُحدث فارقاً ملموساً.
اتفق معك في أن تحويل الجودة إلى ثقافة وليس مجرد إجراء يُحدث فارقاً كبيراً، ولكنني أرى أن تحقيق ذلك لا يتوقف على الأنظمة والمؤشرات وحدها، بل يتطلب أيضًا بيئة عمل داعمة نفسياً. فالجودة لا تزدهر في أجواء ضغط مستمر أو في ظل شعور دائم بالخوف من الأخطاء. حين يشعر المنفذ أن هناك مساحة للتجربة والتعلم، يصبح أكثر استعداداً لتحسين الأداء واتخاذ قرارات تصحيحية فعالة دون تردد، وهنا تصبح الجودة نابعة من القناعة لا من الرقابة.
بالتأكيد جودة العمل ليست نقطة بداية ثابتة بل هي رحلة مستمرة تحتاج إلى يقظة ومتابعة دقيقة طوال فترة التنفيذ كما أشار أغلب الأصدقاء في ردودهم، فالظروف تتغير، والتحديات تظهر، وقد يغرينا ضغط الوقت أو الموارد بالتنازل عن بعض المعايير، لكن هذا غالبًا ما يكون له ثمن باهظ على المدى الطويل. للحفاظ على مستويات الجودة، أرى أن الأمر يتطلب مزيجًا من التخطيط المسبق والتنفيذ الواعي والمراجعة المستمرة؛ يبدأ بتحديد معايير جودة واضحة وقابلة للقياس في مرحلة التخطيط، ثم التأكد من فهم الفريق لهذه المعايير والالتزام بها، مرورًا بتطبيق عمليات فحص ومراجعة دورية لمراحل العمل المختلفة لاكتشاف أي انحرافات مبكرة وتصحيحها، وانتهاءً بتشجيع ثقافة الجودة داخل الفريق بحيث يصبح البحث عن التحسين المستمر جزءًا من طريقة العمل اليومية، وليس مجرد إجراء شكلي يتم عند الحاجة فقط.
لفت انتباهي أهمية إدماج الجودة في كل مرحلة من مراحل التنفيذ. لكن ما يستوقفني هو كيف يمكن للمستقل الذي يعمل بمفرده أن يطبق هذه المبادئ بكفاءة، خاصة في غياب فريق يشجعه أو جهة تراقب الجودة. أرى أن التحدي هنا أكبر، ويكمن في التزام ذاتي مبني على الوعي بأهمية التحسين المستمر، وقدرة على مراقبة الذات بموضوعية. فحين يصبح المستقل هو المخطط والمراجع والمنفذ، فإن ثقافة الجودة لا تكون فقط جزءًا من العمل، بل من أسلوب التفكير ذاته.
التعليقات