في أحد مشاريع الكتابة التي قمت بها، صادفت عميلًا لم يكن يعرف تمامًا ما يريد وكيف يصف احتياجاته، في البداية شعرت ببعض التحدي وفكرت في ترك المشروع خوفًا من حدوث أي مشكلة أو سوء فهم، لكنني قررت أن أرى هذا الموقف كفرصة، وبدأت بسؤاله عن تفاصيل عامة عن مشروعه وتوجهاته، ثم قدمت له بعض الأفكار والاقتراحات التي قد تناسب رؤيته، ومع مرور الوقت بدأ العميل يتضح له ما يحتاجه، ونجحنا في تطوير مشروع يتناسب مع توقعاته. كانت تجربة ممتعة للغاية، لأنها علمتني أهمية التواصل الجيد والصبر في تحويل عدم اليقين إلى نجاح. ماذا عنكم، كيف تتعاملون مع هذا النوع من العملاء؟
التعامل مع العملاء الذين لا يعرفون ما يريدون، هل هي فرصة لإرشادهم وكسبهم أم عبء عليك؟
هذا النوع من أصحاب المشاريع يحتاج لاتفاق واضح قبل البدء، بحيث تكون الرؤية واضحة من البداية، ويكون هناك فرصة للمستقل استكشاف شخصيته هل هو مرن أم جامد وسيتعبه، لذا قبل قبول العرض، سأجتمع معه، وأسمع منه ما يريد بالضبط، وسأقدم له نماذج مكتوبة تتوافق ما يريد لنكون قد حددنا القالب الذي يرغب به، ونوثق ذلك بصفقة المشروع لنسير وفقا له
سأجتمع معه، وأسمع منه ما يريد بالضبط، وسأقدم له نماذج مكتوبة تتوافق ما يريد لنكون قد حددنا القالب الذي يرغب به، ونوثق ذلك بصفقة المشروع لنسير وفقا له
لكن للأسف معظم أصحاب المشاريع الذين صادفتهم من هذا النوع يكونون في قمة الاستعجال، لدرجة أنهم يعتقدون أننا نعطلهم عن أعمالهم بهذه الطريقة، بل في بعض الأحيان، قد يبحثون عن مستقلين آخرين لإنجاز أعمالهم بسرعة، دون أن يدركوا أن تحديد التفاصيل بدقة منذ البداية هو ما يضمن نجاح المشروع وجودته على المدى الطويل.
مرة أردت شراء آلة صناعية خاصة بعملي فطلبتها من مصنعيها ولكنهم لم يفهموا طلبي وبدأ يسألني أسئلة تقنية تخص تخصصه أنا لا أفقه فيها شيئا, أخبرته باحتياجاتي ولكننا لم نتفاهم, أخبرني أن الأمر لا يمكن وصفه بهذا الشكل, وأنا لا أجيد وصفه إلا بذاك الشكل... المهم قصدت شركة أخرى أفهمني المهندس كيف تسير الأمور فيما يخص هذا النوع من الآلات, ففهمت قصده وبدأت أحدد ما يحتاجه لتصنيع الآلة وقام بتصنيعها حسب احتياجاتي فعلا.
أحيانا لا يفقه العميل في مجال ما فلا يستطيع إيصال احتياجاته لمقدم الخدمة, أو يطلب أمورا لا تتم بالشكل الذي يتصوره وهنا تلعب المهارات التواصلية لمقدم الخدمة الدور المحوري في شرح المسألة..وهذا يتطلب مرونة من العميل أيضا لا أن يكون برأس صلد, على العميل أن يعلم أنه لا يعلم وأن صاحب الخدمة أكثر خبرة منه في المجال كي تتيسر الأمور.
أعتقد أن ذلك جيّد طالما لم يبدأ المشروع، قبل بدء التنفيذ يكون من الجيّد استكشاف ما يريد العميل ومساعدته على ذلك وتقديم اقتراحات لشكل العمل، لكن تكمن الصعوبة لو طلب العميل طلباً بسيطاً وتم بدء المشروع، وبعد ذلك اكتشفت أنه لم يصوغ طلبه بكل ما يحتاج حقاً، وتطول مدة المشروع في التعديلات، وتكمن الصعوبة في شعور المستقل بالمسؤولية أن العميل اختاره ويجب عليه أن يكون أهلاً لذلك الاختيار، لكن مازال المستقل لم يعرف كيف يكون على قدر هذه الثقة.
حتى لا تحدث مثل هذه الأمور، من الضروري وضع قواعد واضحة ومحددة يعرفها العميل قبل بدء العمل، مثل تحديد عدد التعديلات المجانية بشكل واضح، بحيث لا يتجاوز العميل هذا العدد، وفي حال رغب في تعديلات إضافية يتم احتسابها بمقابل مادي، وهذا يساهم في تحديد توقعات الطرفين ويقلل من احتمالية حدوث مشكلات تؤثر على سير المشروع.
إن كان العميل يريد فعلًا أن يحصل على خدمة أو شيء ما، لكنه لا يدري ما الذي يريده تحديدًا، فهنا يعتبر هذا العميل فرصة ذهبية فقط إن أجدتي التعامل معهموتمكنتي من كسب ثقتهم، فمثلًا لو أن عميلًا ذهب لمحل أدوات رياضية لأنه يريد شراء البعض منها من أجل خسارة الزن لكنه لا يعرف تحديدًا ما هو الأفضل له أو ماذا يريد تحديدًا، هنا يمكن للمرشد أن يساعده ويشرح له ويسمع منه ويتجاوب معه فيخرج الزبون وقد اشترى ما يريد وربما أفضل مما كان يريد وهكذا يتحقق الربح للجميع
أعتقد أن الأمر كله يتوقف على مدى خبرة صاحب الخدمة بخدمته وقدرته على تقديمها بأعلى جودة ممكنة، ليتمكن من فهم احتياجات العميل بدقة وتقديم أفضل الحلول له، فعندما يشعر العميل بالثقة في خبرة مقدم الخدمة، يصبح أكثر انفتاحًا على الخيارات المقدمة ويشعر بالراحة لاتخاذ القرار الصحيح، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق الربح للطرفين.
التعامل مع هذا النوع من العملاء هو تحد صعب.
عدم وضوح احتياجاتهم يمكن أن يؤدي أحيانًا إلى تقييم عملك بشكل سلبي. وقد مررت بتجربة مشابهة مع أحد العملاء حيث تعاملت معهم كما أشرت في مساهمتك، من خلال طرح الأسئلة والتعاون معهم حتى وصلت إلى الصورة النهائية للمشروع. ولكن في النهاية، قام بتقييمي بشكل سلبي وبطريقة مفاجئة. للأسف، يعتقد البعض أن هذه هي الطريقة المتوقعة دائمًا، وأنه عليك أن تسألهم باستمرار.
أعتقد أن المشكلة كانت في عدم وضع أهداف واضحة من البداية وما ستقدمه بالتحديد مقابل التكلفة، حتى يعرف العميل بالضبط ما سيحصل عليه، فتحديد هذه الأمور من البداية يساعد في تجنب الخلافات فيما بعد ويوضح توقعات كل طرف، كما أن توثيق هذه التفاصيل في اتفاق مكتوب يحميك من أي رد فعل سيئ قد يصدر من العميل، ويضمن لك حقوقك ويحفظ العلاقة المهنية بشكل أكثر أمانًا على مختلف منصات العمل الحر المعروفة.
من الجيد ان اول تجربه لك للتعامل مع مثل هكذا عملاء كانت تجربه ايجابيه لكن للاسف انا على عكسك تماما فقد صادفت الكثير من هؤلاء العملاء الذين لا يعلمون ماذا يريدون بالضبط و قمت بحمل على كاهلي مهمة تثقيفهم من منطلق (ثقف عميلك سيصبح عميل مريح لك مستقبلا) لكن للاسف على ارض الواقع من بين كل 10 عملاء يستمر عميل واحد في احسن الاحوال ان لم يكن جميعهم يملون او يفقدون الشغف بالاستمرار او الطامه الكبرى العميل تثقف اكثر من اللازم لدرجة انه يريد ان يتعلم ان ينفذ المشروع بنفسه ! تخيل انك ستقوم باجراء عملية جراحيه ما و لديك استفسار طبي ما عن طريقة اجراء هذه العملية فقام جراح ماهر بشرح لك كيفيه اجراء العمليه باسلوب سهل و ميسر لدرجة انه وصل لديك احساس ان الامور سهله و انك تستطيع اجراء العمليه بنفسك ! ولم لا :) ! لا أدري هل المشكله كانت في انا ام ماذا . لكن اكتشفت ان الامر لا يستحق كل هذا الوقت و المجهود المبذول و بهذا الجهد و الوقت كان يمكن استثمارهم في شيء ذو عائد مضمون سواء ماديا او علميا او حتى الحفاظ على ما تبقى من صحتي فهذا بالتأكيد مكسب رائع . من حينها اصبحت لا اتعامل مع العميل الذي لا يدري ماذا يريد بالضبط . حفاظا على وقتي و صحتي .
تخيل انك ستقوم باجراء عملية جراحيه ما و لديك استفسار طبي ما عن طريقة اجراء هذه العملية فقام جراح ماهر بشرح لك كيفيه اجراء العمليه باسلوب سهل و ميسر لدرجة انه وصل لديك احساس ان الامور سهله و انك تستطيع اجراء العمليه بنفسك !
لا أعتقد أن هذا الأمر يمكن حدوثه، وإذا حدث فهذا يدل على أنك بذلت جهداً كبيراً بلا داعٍ! نحن لا نقدم لهم دورة تدريبية شاملة، بل فقط نوضح لهم بشكل مبسط نبذة عن طريقة سير العمل ومقترحات جيدة مأخوذة من أفكارهم بعد النقاش معهم، وذلك ليكونوا على دراية بكيفية عمل المشروع بشكل صحيح، دون أن نوصلهم إلى مرحلة يظنون فيها أنهم قادرون على تنفيذ المشروع بأنفسهم.
التعليقات