عندما بدأت رحلتي كمستقلة، كنت أقدم خدماتي بأسعار منخفضة للغاية لا تعكس حجم الجهد والوقت الذي أبذله، فقد كنت أعتقد أن تقليل الأسعار سيجذب العملاء بسرعة، لكن سرعان ما أدركت أن ذلك كان يستهلك طاقتي دون تحقيق العائد الذي أستحقه، وهنا قررت أن أعيد النظر في أسعاري، بحيث تعكس جودة العمل والجهد المبذول، وكان هذا القرار نقطة تحول كبيرة في مسيرتي. ماذا عنكم؟ متى برأيكم يجب أن نعيد النظر في أسعارنا كمستقلين؟
العائد المادي يعادل الجهد المبذول، متى يجب أن تعيد النظر في أسعارك؟
هناك قاعدة أفضل من هذه ( العائد المادي مقابل الخبرة) فالجهد ليس شرط ولا الوقت شرط، فقد أقدم أنا مقترح مشروع استغرق معي في الكتابة ربع ساعة ومجهود بسيط في التفكير وفي المقابل أحصل مثلاً على ٥٠ دولار، وذلك لأنني خبير بهذا الأمر.
بينما يمكن أن أقوم بتجهيز ملف مراجعة ضرائب استغرق أيام ومجهود كبير مقابل نفس ال ٥٠ دولار، ولكن بهذا المجال خبرتي ضعيفة واعمل مقابل التعود والممارسة وبناء السمعة.
ولذلك أرى أن الخبرة تحدد السعر أكثر من الوقت والجهد.
لذلك أرى أن الخبرة تحدد السعر أكثر من الوقت والجهد.
أعتقد يمكننا قول ذلك فقط إذا اختلفت تكلفة إنجاز العمل بناء على الخبرة، ونادراً ما نجد عملاء يقدرون الخبرة، بل الكثيرون للأسف يبحثون عن أرخص الأسعار دون الاهتمام بالجودة، وشخصياً أرى أن المستقل لا بد أن يقدر سعر جهوده ويحدده بشكل جيد بعيدا عن الوقت المستغرق والخبرة.
بينما يمكن أن أقوم بتجهيز ملف مراجعة ضرائب استغرق أيام ومجهود كبير مقابل نفس ال ٥٠ دولار، ولكن بهذا المجال خبرتي ضعيفة واعمل مقابل التعود والممارسة وبناء السمعة.
لم أفهم ما علاقة الخبرة هنا! المفترض أن أي مشروع قدم عليه المستقل للعمل فهو خبير في مجاله، التسعير يحدد على حسب حجم العمل وجودة العمل المقدم، حجم عمل كبير وجودة عالية يعني سعر مرتفع يناسب المعيارين، حجم العمل قليل معناها سعر أقل، والجودة في كل الأحوال يجب أن تكون عالية هذا أساس ثابت، وفي بعض الأوقات قد تشعر أن أفكارك للمشروع مميزة جدا فترفع السعر لأنك تعلم قيمتها ونتيجتها حتى وإن لم يكلفك تنفيذها وقت كبير.
ربما لا أزال مستجدا على العمل الحر ولا املك خبرة كبيرة ولكن..برأيي فالعمل الحر ليس فقط تقديم خدمة، بل بناء قيمة. عندما تدرك أن جودة عملك تضيف تأثيرًا حقيقيًا، ستفهم أن تسعيرك يجب أن يعكس تلك القيمة. العملاء الجادون وطويلوا الأمد والذين قد يعيدون التعامل معك مرارا وتكرارت (الأوفياء) وهو النوع الاهم اساسا من العملاء.. لا يبحثون عن الأرخص، بل عن الأفضل، وعن المستقل الذي يثق بنفسه وبعمله ويقدم قيمة تتناسب مع عرضه،
وأنت حر إذا كنت ستقدم نفس القيمة بنفس الجودة بجهد قليل أو كبير.. في وقت طويل أو قصير.. كله بحسب خبرتك ومرونتك. بالنسبة للعميل: القيمة= التسعيرة.
لا يبحثون عن الأرخص، بل عن الأفضل، وعن المستقل الذي يثق بنفسه وبعمله ويقدم قيمة تتناسب مع عرضه.
ما اكتشفته بعد فترة من العمل في هذا المجال، أن العميل الذي لا يقدر مشروعه وغير جاد فيه أو ليس لديه خطة أو طموحات طويلة الأمد له هو من سيبحث عن أرخص الأسعار مهما كانت الجودة، ولن يقبل أن يتفاوض في بند السعر، أما من يقدر مشروعه ويعمل على إنجاحه وتطويره سيكون لديه مرونة أكبر بشأن هذا البند طالما أنه رأى بنفسه جودة العمل ونتيجته.
أرى أن الجودة هي العامل الأهم في ذلك، فكلما ارتفعت الجودة كلما ارتفع السعر. لكن إن كانت ثابتة، فليس هناك معنى لزيادة السعر.
لنفترض أني أقدم خدمة بـ 5$، وخلال سنة درست العديد من الدورات أو المهارات الإضافية، وارتفعت جودة الخدمة، هنا في العام التالي سأقدمها بـ 7 أو 10$. لكن لو افترضنا أن هذه السنة مرت بدون أي تطوير، فهل يمكنني رفع السعر؟
في الحقيقة أنا بدأت أمر مشابه لك بفكرة تقليل السعر في 80% من العروض التي أقدم عليها ، لكن كان هناك نقطة تحول بعد ما تكون لدي [إدارك لقيمة ما أقوم به من مهام] وتسعيرها الحقيقي، تلك النقطة عندما أدركت ضرورة تغيير التسعيرة الخاصة بي في أغلب المشاريع بالأخص للعملاء الجدد ، فلنفترض أن سعر المشروع يتراوح ما بين 50 و 100 دولار ، فأنا أقوم باختيار أعلى سعر لسبب بسيط وهو أنني أدرك أنني أولاً من خلال عامل نفسي سألفت نظر صاحب المشروع لقراءة عرضي جيداً بهدف معرفته لماذا أضع لنفسي أعلى سعر .
والثاني هي إدارك داخلي لدي صاحب المشروع أنني أقدر نفسي جيداً وبالتالي سيقدرني هو حتى لو أراد التفاوض في السعر ولكن سأكون قد نجحت بلفت نظر صاحب المشروع جيداً لعرضي المقدم.
التعليقات